غير رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران وعوده بتشغيل العاطلين حاملي الشهادات وأعطى أوامره بالتدخل العنيف ضدهم ومطاردتهم في الشوارع وأزقة مختلف المدن المغربية، وجر العديد منهم إلى المحاكمة بشكل يهدد بالزج بهم في السجون عوض توظيفهم في مؤسسات الدولة، حيث تم منع مجموعات العاطلين في العشرات من المدن المغربية من الخروج في فاتح ماي في مظاهرات ضد حكومة بنكيران التي وعدتهم بالتشغيل، كما تم فتح ملف المتابعة في حق هؤلاء العاطلين في أكثر من مدينة مغربية. وعلى سبيل المثال لا الحصر أصدرت هيئة القطب الجنحي بالمحكمة الابتدائية بمدينة سطات صبيحة يوم الإثنين الماضي حكمها القاضي بمتابعة ثلاثة معطلين ينتمون لمجموعة الإدماج المعطلين بالمدينة، بشهرين موقوفي التنفيذ لكل واحد منهما مع إسقاط تهمة إهانة هيئة منظمة، بعدما سبق للمحكمة ذاتها أن وجهت للمتهمين الثلاثة تهمة التجمهر الغير المرخص بممر السكة الحديدية الذي نتج عنه عرقلة سير وحركة القطارات بالإضافة إلى إهانة هيئة منظمة. هذا وكان المتهمون الثلاثة قد أحيلوا صبيحة يوم الجمعة من طرف عناصر الدرك الملكي بسطات على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية من أجل التهم المنسوبة إليهم ليتم إحالتهم على قاعة الجلسات لمحاكمتهم. وقد تابعت "النهار المغربية" أطوار المحاكمة التي عرفت مرافعات مارطونية ونقاشا قويا بين هيئة الدفاع وممثل النيابة العامة بالمحكمة ذاتها، وصلت حد توجيه ملاحظات حادة بين الطرفين في إطار ملف محاكمة المعنيين بالأمر والمنتمين إلى مجموعة الإدماج المعطلين بالمدينة. وبالرغم من منع حكومة بنكيران العاطلين من الخروج في فاتح ماي فإن العديد منهم تمكنوا من تجاوز هذا المنع وخرجوا الى الشارع في العشرات من المدن المغربية رافعين شعارات ضد حكومة بنكيران، وفي هذا الإطار وعلى سبيل المثال فقط لا الحصر رفع المئات من العاطلين شعارات ضد بنكيران من قبيل "الحصار في كل مكان، درتيها يا بن كيران"، و"ما أنا إرهابي.. ما أنا فوضاوي.. ما أنا إلا معطل مغربي"، وبهذه العبارات وغيرها صدحت حناجر المعطلين المكناسيين المنتمين لمجموعة العبور، الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بقوات الأمن، صبيحة فاتح ماي، بعد صدور مذكرة تمنعهم من حق التظاهر بمناسبة عيد الشغل، إذ طُلب من المعطلين الانضواء تحت لواء إحدى النقابات، أو الانصراف إلى حال سبيلهم، مهددين إياهم باللجوء إلى استعمال القوة في حقهم، الأمر الذي لم يستصغه المعطلون، فقرروا تنفيذ وقفتهم أمام سينما كاميرا بمكناس، مرددين في لحن سمفوني موحد ومتناغم جملة من الشعارات، تدربوا عليها وحفظوها منذ خروجهم أول مرة للتظاهر قبل أكثر من 15 شهرا. وفي تصريح لعبد الحي لمساق الكاتب العام لمجموعة العبور خص به "النهار المغربية"، قال أن مجموعته ألفت أسلوب المنع والتضييق، والتعامل اللامسؤول للمسؤولين، خصوصا بعد تملصهم من كل الوعودات، التي لم تجد طريقها إلى النور، وما تعطيل تنفيذ قرار دورة 25 أبريل حسب قولهم إلا دليل على سياسة التهميش الممنهج والمقصود في حق الموجزين المعطلين. من جانب آخر، استنكر المعطلون المكناسيون التدخل العنيف لرجال الأمن وأعوان السلطة المحلية صبيحة يوم الجمعة 27 أبريل الماضي، حين تعرض الأمن أيضا لمجموعة العبور، وكذلك المجموعة المستقلة للأطر المجازة المعطلة لاعتماد لغة الوعيد والتهديد لصدهم عن تنفيذ وقفتهم الاحتجاجية السلمية والحضارية المزمع تنفيذها على هامش الدورة السابعة للمعرض الدولي للفلاحة، حيث تعرض المعطلون لاعتداءات بالضرب والتنكيل بالهراوات والأحذية، مما أسفر عن العديد من الإصابات في صفوفهم.محمد منفلوطي /عبد الرحمن بن دياب