اشار تحقيق نشره معهد الدراسات الديموغرافية على موقعه الى ان الفرنسيين المتحدرين من مهاجرين افارقة او من المقاطعات الفرنسية ما وراء البحار يصوتون باغلبيتهم لصالح اليسار. واشارت الدراسة التي نشرتها صحيفة لوموند، أن "المهاجرين والمتحدرين من اصول افريقية وكذلك من اراضي ما وراء البحار يتميزون بوضوح بميلهم الى اليسار". غير ان "المهاجرين من اصول جنوب شرق اسيوية يقل احتمال توصيتهم الى اليسار (بمرتين)" بحسب الدراسة التي نشرت بعنوان "صناعة المواطنين". واشار واضعا التقرير باتريك سيمون وفانسان تيبيرج، ان "نسبة الذين لم يقدموا جوابا والذين لم يختاروا اليمين ولا اليسار تشكل بحسب المجموعات بين 37% و61% من الاجابات". وتندرج الدراسة في اطار استطلاع "مسارات واصول". واجري الاستطلاع بين شتنبر 2008 وفبراير 2009 لدى 22 الف شخص وهو "يصف ويحلل ظروف الحياة والمسارات الاجتماعية لافراد بحسب اصولهم الاجتماعية وعلاقتهم بالهجرة". وقال معدا الدراسة ان "الاصل لديه وزن بحد ذاته ولا يمكن حصره في المنطق الاجتماعي التقليدي للموقع السياسي"، واشارا الى "ضعف اليمين في اوساط المتحدرين من خارج اوروبا ومن الاراضي الفرنسية ما وراء البحار وذريتهم". واضافت الدراسة "لم يبلغ اليمين في اي من تلك المجموعات عتبة 10% من الاجابات, ولم تتجاوز 5% بين المتحدرين من افريقيا ما دون الصحراء والجزائر وتركيا وكذلك افريقيا الساحل والجزائر والمغرب وتونس". وتفيد السلوكيات التمييزية والعنصرية اليسار. وقالت الدراسة انه "باستثناء المهاجرين والمتحدرين من اصول اسيوية فان جميع المجموعات المعرضة للافكار المسبقة العنصرية او التمييز اكثر ميلا الى اليسار". ومن جهتها دعت اللجنة المركزية لرابطة حقوق الانسان في اجتماعها في باريس الاثنين الى عدم التصويت للرئيس نيكولا ساركوزي في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية في 22 ابريل في البلاد. وقالت الرابطة في بيان "في خمس سنوات، تنوع عمل رئيس الجمهورية بين السيئ والأسوأ : وصم السكان الذين اضعفتهم الازمة، التعدي على المنظمات النقابية، تمجيد الكراهية للاجانب الذي انعكس في الجدل حول الهوية الوطنية".واضافت، أن "الاستمرار في السياسة المعتمدة منذ خمس سنوات وتوسيعها لن يكون "حلما" بل كابوسا. لا نريد ديموقراطية مكممة تترك ملايين الاشخاص الى جانب الطريق وتذكي المناطقية والعنصرية ومعاداة السامية وكره الاجانب وتفتح الطريق أمام الثورات الاجتماعية". وتتقارب نتائج ساركوزي والمرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند في استطلاعات الراي بالنسبة الى الدورة الاولى من الانتخابات في ابريل حيث تتراوح نسبة التصويت لكل منهما بين 27 و28%. لكن هولاند سيفوز بفارق كبير في الدورة الثانية بنسبة 54% من الاصوات بحسب الاستطلاعات.