طالب مختطفو الرعايا الأوربيين من تندوف ب30 مليون أورو نظير الإفراج عنهم، وتطمع ''جماعة التوحيد والجهاد" في غرب إفريقيا التي تضم في صفوفها عناصر من جبهة البوليساريو ومالي وموريتانيا فيما يعادل 300 مليون درهم مقابل إطلاق سراح الإسبانيين، أينو فيرنانداس كوين، وأنريكو غونيالونس، والإيطالية روسيلا أورو، الذين اختطفوا من تندوف وهو ما يؤكد تورط جبهة البوليساريو في عملية الاختطاف وسعيها للحصول على نصيبها من فدية تحرير الرهائن باعتبار الجبهة مكونا أساسيا من مكونات التنظيم الإرهابي الذي أعلن مسؤوليته عن اختطاف الرهائن، يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه الناطق باسم وزارة الخارجية الإسبانية مساء السبت أن وزير الخارجية خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، قام بزيارة إلى باماكو للاستفسار عن مصير رهائن إسبان خطفتهم جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا في أكتوبر. وقال ناطق باسم الوزارة، أن غارسيا مارغايو "توجه إلى مالي وأجرى محادثات مع الرئيس المالي أمادو وتوماني توري ومع نظيره المالي (سوميتو بوبيي مايغا) حول مسألة الرهائن الإسبان". وأكد الناطق باسم الخارجية الإسبانية بذلك معلومات، ذكرتها مصادر متطابقة، تحدثت عن هذه الزيارة التي استغرقت بضع ساعات. ومن جهته، أكد وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي، أنه لا يملك معلومات مفيدة لإحراز تقدم في ملف الرهائن الأوروبيين الذين اختطفوا، وقال مدلسي، "لا أملك معلومات يمكن أن نحرز بها تقدما". ويعتقد، أن جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا هي مجموعة انشقت عن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتضم عناصر من مالي وموريتانيا والبوليساريو، خصوصا، بحسب ما أفاد خبراء. وكانت مالي، قد اتهمت "البوليساريو" ب"استخدام ترابها في عمليات الاختطاف والاتجار في المخدرات وتشتبه في تواطؤ صحراويين مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". ونقلت مصادر إعلامية عن مختار ديالو أستاذ القانون بجامعة باماكو، قوله، إن مالي "لم تعد تعترف في الواقع بالجمهورية الصحراوية" منذ سنتين، مضيفا، أن سلطات باماكو تعتبر أنه "يتعين بدل ذلك دعم مخطط الأممالمتحدة" حول قضية الصحراء. ووفقا لوثيقة لمصالح الأمن بمالي اطلعت عليها "فرانس بريس"، فإن "شابين صحراويين متورطين في اختطاف فرنسيين اثنين بهومبوري" شمال شرق مالي، نهاية نونبر 2011. وتضيف الوثيقة، التي تحمل عنوان "تنظيم القاعدة في مخيمات البوليساريو"، أن "مالي تتوفر أيضا على الدليل بشأن تورط عناصر "البوليساريو" في تهريب المخدرات على المستوى الإقليمي". وتحدثت الوثيقة عن "صحراويين اثنين متورطين" في هذا الاختطاف، ينحدران من مخيمات تندوف بالجزائر و"أغوتهما خرافة حكيم ولد محمد مبارك الملقب بحذيفة، الوجه الرمز لبوليساريو القاعدة". وحسب عمر دياكيتي، وهو مسؤول أمني مالي، فإن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي "يتمركز في كل مكان، في الجزائر وفي موريتانيا وحتى في مالي، غير أنه يتوفر على امتدادات في صفوف البوليساريو".