تحول الود والصداقة الحميمية اللذان ظلا يجمعان بين العميل ثلاثي الأضلاع علي المرابط وولي نعمته الأمير مولاي هشام إلى حرب غير معلنة، يقودها العميل بالوكالة باسم الائتلاف الأمازيغي بفرنسا، والحقيقة أن نشر العميل المأجور من قبل المخابرات الجزائرية والإسبانية، لبيان الائتلاف الأمازيغي الذي يعلن فيه التعبئة ضد مولاي هشام، يشكل طفرة نوعية في علاقة الرجلين، خصوصا، أن العميل ظل يدافع دائما عن أطروحات من يعتبره صديقه، ليتأكد أن حبل الود بينهما قد وصل إلى نهايته، وتحولت العلاقة إلى حرب شعواء تستخدم فيها جميع الأسلحة. وبالقدر الذي شكل بيان الائتلاف الأمازيغي الذي انتقد موقف الأمير مولاي هشام من قضية الأمازيغية، واعتباره، الأمازيغ ليسوا مواطنين أصليين في المغرب، وكذلك تشبيهه المادة الخامسة من الدستور الجديد بوثيقة الظهير البربري، إعلانا عن مواجهة قادمة بين الائتلاف ومولاي هشام، فإن نشر البيان كما توصل به العميل المرابط يمثل لحظة فارقة في علاقتهما، خصوصا، أن المرابط فتح مزبلته الإلكترونية لتعاليق جهات كالت كل الاتهامات للأمير بل وذهب البعض إلى حد اتهامه بالشوفينية والعنصرية المقيتة الموروثة عن الاستعمار الفرنسي. والحقيقة، أن هذه النتيجة التي وصلتها علاقة الرجلين كانت حتمية، لأن ما بني على باطل فهو باطل، وتأكد لمن لازال في قلبه ذرة شك، أن العميل ليس سوى "كلب مسعور"، مستعد لنهش جسد أقرب مقربيه، ولا يهم من يدفع الثمن، لأنه في نهاية المطاف تعود على خوض الحروب بالوكالة، تارة لصالح المخابرات الإسبانية، وتارة لصالح المخابرات العسكرية الجزائرية، واليوم يخوض الحرب لصالح الائتلاف الأمازيغي ضد من يعتبره رفيقه في الكفاح. لقد تأكد اليوم، أن العلاقات الإنسانية لا مكان لها في عالم العملاء والمأجورين، وهم مستعدون لتلبيه جميع المطالب مهما كانت درجة خستها، لأن المهم في نهاية المطاف هو من يدفع أكثر، وحين ينقلب المرابط على مولاي هشام، وبهذه الطريقة الغريبة، فإن ذلك ليس سوى دليل على أنه لا مكان هنا للعواطف، تماما كما يحدث في عالم الكلاب، التي ما أن تعثر على وليمة جديدة حتى تنخرط في حرب ضروس فيما بينها، لأن الأكل في عالم تلك المخلوقات لا يمكن اقتسامه، والعلاقات ظرفية، قد أتحالف معك اليوم لكن غدا قد أكون في مقدمة الصفوف لكي أطحنك طحنا، فهل فهم الأمير الأحمر الدرس جيدا، نتمنى ذلك صادقين.