»ببالغ الحزن تلقينا إحساس سموكم بالإساءة من وراء نشر رسم كاريكاتوري في عدد 27-26 شتنبر الماضي على صفحات جريدة »أخبار اليوم« بمناسبة حفل زفافكم وإذ أعبر عن اعتذاري الشديد لسموكم ، أؤكد على غياب أي نية لدي كمدير للجريدة ولدى الزميل خالد كدار، رسام الكاريكاتير للإساءة إليكم كواحد من أفراد الأسرة الملكية، أو للعلم الوطني الذي يوجد بطبيعته كرمز للأمة خارج أي مجال إعلامي أو سياسي إن خط تحرير جريدة »أخبار اليوم« التي أشرف على إدراتها، كان حريصا دائما عن الابتعاد عن القذف أو التشهير أو الإساءة لأي أحد. أملي أن تقبل سمو الأمير هذا الاعتذار من أجل طي هذه الصفحة المؤلمة نهائيا مع التأكيد مرة أخرى على الاحترام الواجب الذي نكنه لجميع أفراد الأسرة الملكية وكذا التزاماتي الأخلاقية تجاه المهمة التي ننتمي إليها واتجاه ضميرنا المهني، واتجاه جميع قرائنا. توفيق بوعشرين مدير نشر »أخبار اليوم« توفيق بوعشرين : اعتذرنا لكون الرسم أساء إلى الأمير ❊ ما هو السياق الذي دفعكم لإصدار اعتذار للأمير مولاي اسماعيل؟ ❊❊ لقد شعرنا بأن الأمير اسماعيل قد استاء من الرسم الكاريكاتوري الذي كنا قد نشرناه، والذي أوكد مجددا أننا لم نكن نقصد من ورائه الإساءة إلى الأمير، وهذا ما دفعنا لأن نعلن عن قرارنا هذا بكل صراحة وعلانية للتأكيد على حسن نيتنا، من خلال الاعتذار الذي كان مبادرة شخصية وتلقائية كتعبير عن حسن نيتنا وتعبير عن كوننا، لم نقصد أبدا الإسادة إلى الأمير مولاي اسماعيل على الإطلاق. ❊ هل الاعتذار المذكور تراجع عن الموقف السابق للجريدة؟ ❊❊ لا أبدا، فيجب وضع الرسم الكاريكاتوري في سياقه العام، نحن في »أخبار اليوم« ، تناولنا حدث زفاف الأمير مولاي اسماعيل من خلال ثلاثة أعداد وكلها كانت إيجابية، باعتبارها تغطي حدثا اجتماعيا داخل الأسرة الملكية، بمعطيات صحيحة ومضبوطة ودون نقد، ومن هذا المنطلق يجب قراءة الرسم المذكور في هذا السياق العام، والنقطة الثانية التي توضح حسن نيتنا، هي كون الأمير مولاي اسماعيل ليس شخصا سياسيا، وليس بيده القرار السياسي وطبيعي، أنه خارج أي نقد أو سجال إعلامي أو سياسي وبالتالي فالتأويل الذي أعطي للرسم لم نقصده بتاتا. ونفس الموقف ينسحب على تهمة الإساءة إلى العلم الوطني، حيث إنه لا أعتقد أن هناك صحافي يمكن أن يكون له مشكل مع علم وطنه الذي يعتبره من رموز السيادة وأستغرب كيف تم تأويل هذا الموضوع بهذه الصورة. وانطلاقا من هذه المعطيات اعتذرنا، لأن نيتنا كانت صادقة ولم نفكر أبدا في الإساءة لا إلى الأمير مولاي اسماعيل ولا إلى العلم الوطني، وأيضا لكون الأمير شعر بالإساءة من الرسم المذكور، ولو أنها لم تكن مقصودة من جانبنا، وأخيرا لكوننا وجدنا أن هناك جهات حاولت الاصطياد في الماء العكر وخلق توتر بين الصحافة والأسرة الملكية. ❊ كيف تقرؤون إذن قرارالمنع الذي طال »أخبار اليوم« ؟ ❊❊ لقد تفاجأنا بقرار الوزير الأول الذي اعتمد في تبرير منع إصدار الجريدة على الفصل 66 من القانون الجنائي المغربي، والذي يتحدث عن حجز المنشورات المضرة بالأخلاق العامة وبالشباب، واعتبر جريدة »أخبار اليوم« قد ارتكبت ما يستند عليه الفصل المذكور، كما لو أنها جريدة بورنوغرافية. والغريب في القرار المذكور المضمن في ملف القضية أنه لا يحمل لا خاتم ولا شعار الوزارة الأولى، هذا إضافة إلى أن الوزير الأول كان قد صرح بأنه لا علم له بالموضوع يوم فاتح أكتوبر، بينما القرار موقع يوم27 شتنبر المنصرم، وهو يوم أحد، لذلك أسأله لماذا لم يتم حجز العدد المذكور خلال نفس اليوم وتركه في السوق؟ ثم إذا كان الوزير الأول قد قرر منع العدد من التداول طبقا للفصل المذكور، فما علاقة ذلك بإغلاق مقر الجريدة، ومنعها من إصدار أعداد أخرى خارج أي حكم قضائي؟ إن التجاوزات التي وقعت في الملف تعتبر صراحة تجاوزات خطيرة لا تستقيم مع دولة الحق القانون ولا مع القوانين الجاري بها العمل في المغرب.عن الأحداث المغربية