هدد المجازون العاطلون، الذين أغلقوا مساء أول أمس الثلاثاء محطة القطار بالرباط، بإغراق العاصمة بالمجازين العاطلين من كل المدن المغربية، ووصف متحدث باسمهم، الموقف بأنه شبيه بالجراد الذي سينتشر في الرباط لوضع عبد الإله بنكيران، الأمين العام للعدالة والتنمية ورئيس الحكومة، أمام الأمر الواقع بعد أن سبقه ووعد بإيجاد حلول لأزمة العاطلين سواء من حاملي الشهادات العليا أو المجازين، وقال المتحدث نفسه إنهم لن يعودوا إلا مواقعهم إلا بعد أن تجد لهم الحكومة حلا. ورفع المجازون شعارات ضد حزب العدالة والتنمية، وحملوه مسؤولية تشغيلهم وفق ما وعد به أثناء الحملة الانتخابية. وقد حاول بنكيران، لعب دور الإطفائي عقب اقتحام عدد من حاملي الشهادات العليا بناية تابعة لوزارة التربية الوطنية في وقت سابق، وحضر بنكيران على عجل إلى البناية المحاصرة، مرفوقا برفيق عمره عبد الله باها وزير الدولة ومحمد الوفا وزير التربية الوطنية وحسن العمراني والي جهة الرباطسلا زمور زعير، وقال شهود عيان، إن بنكيران بعد وصوله إلى مقر الوزارة حيث يعتصم حوالي 300 من العاطلين منحهم بطاقة دعوة خاصة به، ودعاهم إلى الاتصال به قبل أن يغادر المكان تاركا القوات العمومية في مكانها جامدة تراقب الوضع دون أن تتمكن من التدخل لفك الاعتصام وتحرير بناية الدولة. وقالت مصادر متطابقة، إن بنكيران غادر المكان من دون أن يحل المشكل، وهو ما أثار استغراب الحاضرين الذين أشاروا إلى أن بطاقة دعوة بنكيران لم تزد الوضع إلا تأزما. وكان العاطلون نظموا مسيرة جابت مجموعة من شوارع الرباط قبل التوجه إلى شارع بن تومرت، وهناك اقتحموا مقر البناية مطالبين بتشغيلهم، وبعدما حل بنكيران بالمكان منح المعتصمين بطاقة الدعوة الخاصة به "كارت فيزيت"، طالبا منهم زيارته من أجل حل المشكل، ليغادر بعد ذلك كما حضر. واستغربت المصادر سلوك بنكيران، وقالت إنه لا زال لم يفهم دوره كرجل دولة، وأن أي تصرف يصدر عنه فهو محسوب عليه، موضحة أن رئيس الحكومة ليس هو أمين عام حزب، وبالتالي كان عليه التعامل بطريقة أفضل تراعي مصالح الدولة المغربية، في تدبير مثل هذه الأحداث. إلى ذلك قال بيان للهيئة الوطنية لدعم نضالات ومطالب خريجي الجامعات المعطلين "لقد تظاهرت في شارع محمد الخامس والشوارع المتفرعة عنه مساء يوم الاثنين 9 يناير 2012 اغلب تنسيقيات الأطر العليا المعطلة بالرباط تضامنا مع مجموعة أخرى منهم معتصمة منذ بداية الأسبوع الماضي في مقر تابع لوزارة التربية الوطنية بشارع ابن تومرت بالرباط ضد الإقصاء والتلاعبات التي مست حقهم في التوظيف والإدماج المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية كما نص عاى ذالك المرسوم الوزاري والالتزامات الحكومية في هدا الصدد". وأضاف البيان "قد تحولت هده المسيرة الاحتجاجية مرة أخرى إلى مواجهة مع أفراد قوات الأمن الوطني والأطر العليا المحتجة نتج عنها إصابات في صفوف المعطلين كما تم اعتقال عدد منهم إلى حدود الواحدة والنصف ليلا ولم يتم الإفراج عنهم إلا بعد تدخل المناضل النقابي عدي بوعرفة باسم الهيئة الوطنية لدعم نضالات ومطالب الأطر العليا المعطلة". وقال عدي بوعرفة عضو الهيئة إن الحكومة مطالبة بتطبيق القانون المتمتل في المرسوم الوزاري القاضي بالإدماج المباشر لحاملي الشهادات العليا.