حاول عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة لعب دور الإطفائي عقب اقتحام عدد من حاملي الشهادات العليا بناية تابعة لوزارة التربية الوطنية مساء أول أمس الخميس، وحضر بنكيران على عجل إلى البناية المحاصرة، مرفوقا برفيقه عبد الله باها وزير الدولة ومحمد الوفا وزير التربية الوطنية وحسن العمراني والي جهة الرباطسلا زمور زعير، وقال شهود عيان إن بنكيران بعد وصوله إلى مقر الوزارة حيث يعتصم حوالي 300 من العاطلين منحهم بطاقة دعوة خاصة به، ودعاهم إلى الإتصال به قبل أن يغادر المكان تاركا القوات العمومية في مكانها جامدة تراقب الوضع دون أن تتمكن من التدخل لفك الإعتصام وتحرير بناية الدولة. وقالت مصادر متطابقة إن بنكيران غادر المكان من دون أن يحل المشكل، وهو ما أثار استغراب الحاضرين الذين أشاروا إلى أن بطاقة دعوة بنكيران لم تزد الوضع إلا تأزما بعدما رفض المقتحمون والبالغ عددهم 80 شخصا مغادرة مقر البناية مسنودين بما يقارب 300 آخرون ظلوا يحاصرون مكان الإعتصام، وذلك إلى حدود أمس الجمعة، حيث ظلت القوات العمومية وكافة المصالح المعنية مرابضة بعين المكان، فيما رئيس الحكومة غادر كما حضر من دون أن يسمع له صوت. وكان العاطلون نظموا مسيرة جابت مجموعة من شوارع الرباط قبل التوجه إلى شارع بن تومرت، وهناك اقتحموا مقر البناية مطالبين بتشغيلهم، وبعدما حل بنكيران بالمكان منح المعتصمين بطاقة الدعوة الخاصة به "كارت فيزيت"، طالبا منهم زيارته من أجل حل المشكل، ليغادر بعد ذلك كما حضر. واستغربت المصادر سلوك بنكيران، وقالت إنه لا زال لم يفهم دوره كرجل دولة، وأن أي تصرف يصدر عنه فهو محسوب عليه، موضحة أن رئيس الحكومة ليس هو أمين عام حزب، وبالتالي كان عليه التعامل بطريقة أفضل تراعي مصالح الدولة المغربية، في تدبير مثل هذه الأحداث. إلى ذلك استغربت المصادر استمرار بعض الجهات المحسوبة على بنكيران في الترويج لمقولة الرجل البسيط الذي لا زال يقطن بمنزل زوجته، وأكدوا أن بنكيران الذي لم يستطع تدبير سكن خاص به، يتحدث عن أن مدخوله الشهري لا يكفيه لمتطباته رغم أنه رجل مقتصد، متسائلة كيف يمكن لشخص فشل في اقتناء سكن خاص أن يدبر شؤون دولة بكاملها. فهل يطلق بنكيران الشعبوية ويفهم أن الشعارات تذوب وتضمحل وأن أمور الدولة يجب أن تدبر بشكل عقلاني ومتزن.عبد المجيد أشرف