بات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الاسم الرابع في قائمة الحكام الذين فقدوا سلطاتهم إثر احتجاجات الربيع العربي في عام 2011 بعدما وقع الأربعاء على المبادرة الخليحية التي يتخلى بموجبها عن السلطة في بلاده بعد أكثر من عشرة أشهر من الاحتجاجات الشعبية. وجاء التوقيع في الرياض خلال حفل حضره العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير نايف بن عبد العزيز ووزراء دول مجلس التعاون الخليجي. ووقع أعضاء أحزاب اللقاء المشترك على ما سمي آلية تنفيذ المبادرة التي تقضي تخلي صالح عن السلطة ونقلها إلى نائبه عبد ربه منصور في غضون 30 يوما، بجانب إجراء انتخابات بعدها بشهرين وتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة شخصية من المعارضة. وبات صالح رابع حاكم عربي يتخلى عن سلطته هذا العام، إذ سبقه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الهارب إلى السعودية في يناير/كانون ثان الماضي، ونظيره المصري حسني مبارك المتنحي في فبراير/شباط والذي يُحاكم حاليا، والعقيد معمر القذافي الذي قتله الثوار في ليبيا. وسبق وصول صالح إلى الرياض خروج عشرات الآلاف من اليمينيين إلى الشوارع للمطالبة بمحاكمته وتجريده من الحصانة القضائية التي سيحصل عليها بموجب المبادرة. وألقى صالح في الرياض كلمة أدان فيها محاولة الاغتيال التي تعرض لها مطلع يونيو/حزيران الماضي في مسجد قرب المقر الرئاسي مما أسفر عن تعرضه لإصابات بالغة وقيامه برحلة علاجية طويلة في السعودية. واعتبر صالح أن "الصهاينة كانوا أفضل في عملية الاغتيال التي نفذوها بحق الشيخ أحمد ياسين، إذ أنهم انتظروا خروجه من المسجد ثم قتلوه". وقال إن ما حدث في ذلك اليوم "دخيل على ثقافتنا العربية والإسلامية". ولم تفت صالح الإشارة إلى ثورات الربيع العربي بوجه عام، فقال إن "الرياح التي هبت من المغرب العربي جزء من أجندة خارجية"، وهي نفس النبرة التي استخدمها من قبله حكام تونس ومصر وليبيا. وقال صالح إنه كان يطمح في تداول السلطة سلميا وفق دستور 1990 ، وكان يرغب في أن يشارك الأحزاب الأخرى في حكم اليمن : "لكن الأحزاب الأخرى رفضت ذلك منذ زمن بعيد وفضلوا أن يقفوا في صف المعارضة". ورغم تراجعه عن توقيع المبادرة ثلاث مرات في السابق، أكد صالح أنه لم يكن يريد أن ينفرد بالسلطة، وكان يرغب في تجنب إزهاق الأرواح منذ عشرة أشهر، متسائلا "لماذا لم نبحث عن الشراكة قبل أن تزهق الارواح؟". وتطلع صالح إلى مستقبل مشرق لليمن، وابدى رغبته في التعاون مع المعارضة، وقال : "ليس المهم التوقيع، بل حسن النوايا". وكان الحفل قد بدأ بتلاوة آيات قرآنية تتناول فضيلة التآخي والوحدة وعدم التفرق، ثم قرأ العاهل السعودي كلمة مكتوبة رحب فيها ب "الأشقاء الحضور". ووجه العاهل السعودي كلامه إلى "الأشقاء في اليمن شعبا وحكومة"، فقال : "اليوم تبدأ صفحة جديدة من تاريخكم"، وحثهم على حماية بلادهم من الوقوع في الفوضى، وذكّرهم بأهمية العفو والتسامح والوفاء بالعهد. وألقى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني كلمة تمنى فيها أن توقف المبادرة الخليجية "نزيف الدماء في اليمن الشقيق"، وشكر الأطراف والشخصيات والدول التي أسهمت في الوصول إلى هذا الاتفاق. (إفي)