خلال الجلسة التي خصصتها الغرفة العليا من البرلمان الفرنسي يوم 20 من الشهر الجاري لمناقشة تداعيات العمليات الإرهابية التي هزت باريس، والتي نتج عنها تمديد حالة الطوارئ بموافقة البرلمان، تدخل البرلماني عن الحزب الجمهوري روجيه كاروتشي، الذي قال بوجود الحرب الشاملة على الإرهاب والتطرف وبطريقة موحدة. البرلماني المذكور أشاد بالدور الفعال للأجهزة الأمنية المغربية في إطار البحث الذي تقوم به الأجهزة الفرنسية حيث قال "أرى وأنتظر كيف ستكون التحولات السياسية مع أصدقائنا لحوض البحر الأبيض المتوسط بعد حقبة صعبة جدا مع المغرب"، وعبر عن ارتياحه بعودة التعاون مع جهاز الاستخبارات المغربي. ولم ينس البرلماني المذكور أن ينوه بالمجلس العلمي الأعلى للعلماء المغاربة الذي أصدر فتوى ضد داعش. فعلى إثر الأحداث التي وقعت في فرنسا والتي أودت بأرواح عدد من الأبرياء بدعوى الجهاد في سبيل الله، ورفعا لكل التباس في موضوع ما هو جهاد وما ليس بجهاد، أصدر المجلس العلمي الأعلى فتوى توضح الأمر. واعتبرت فتوى المجلس العلمي الأعلى أن ما وقع "ليس بجهاد وإنما هو إرهاب وعدوان وترويع للآمنين وإزهاق لأرواحهم البريئة وهو محرم تحريما قطعيا في الإسلام". واستشهدت الفتوى على هذا التحريم بقول الله تعالى: "ولا تعتدوا، إن الله لا يحب المعتدين"، وقوله سبحانه: "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا". وأوضحت أن الجهاد الشرعي أنواع، أهمها جهاد النفس بتكوينها وتهذيبها وتزكيتها وتأهيلها لتحمل المسؤولية، ويليه الجهاد بالفكر، ويكون بترويض العقل وصقله واستخدامه في ما يفيد البشرية. ويذكر أن البرلماني المذكور كان قد وضع في عز الأزمة المغربية الفرنسية سؤالا كتابيا على وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس حول تصرف الحكومة الفرنسية الذي لم يكن في المستوى المطلوب من أجل تخفيف حدة التوتر الذي ساد العلاقات بين الرباطوباريس.