في تدوينة له على صفحته بالفايسبوك قام حسن بناجح، براح جماعة العدل والإحسان، بممارسة الأستاذية على شركائه السابقين بحركة 20 فبراير، ووصف تضامنهم مع ضحايا الصايا بإنزكان بالأمر التافه الذي لا يستحق كل هذه الضجة. وقال بناجح، مدير مكتب الناطق الرسمي لجماعة العدل والإحسان "مقابلين الصايات والخوا الخاوي، ومنوضين مندبة على التوافه والنفخ في نار فتنة كامنة تحت رماد تستعر لتفرق وتشتت وتضعف المجتمع ليقوى المستبد". وفي المقابل انتقد بناجح "الجمود" في التفاعل مع بعض القضايا الأخرى، التي تهم حرية التعبير والرأي قائلا: "في حين هناك شبه صمت أمام قمع حرية التجمع والرأي واستهداف عدد من الصحف والصحافيين"، حسب تعبيره. وزاد بناجح قائلا: "دعوا المتاهات فالطريق سالك وواضح". ما كتبه بناجح يعبر عن انتهازية خطيرة في العمل السياسي، فالجماعة لا تريد أن تورط نفسها في هذه القضية لأن لها تصورا خاصا للباس، وبالتالي لن تتضامن مع شركائها السابقين في حركة 20 فبراير، وتكذب ما زعمه فتح الله أرسلان، نائب الأمين العام للجماعة والناطق الرسمي باسمها، الذي قال إن دولة الخلافة هي الدولة المدنية في محاولة لاستمالة الشباب. فليس المهم هو التضامن أو عدم التضامن فلكل منا رأيه في الموضوع، لكن قضية الصايا غير مربحة للجماعة ولا يمكن أن تدخلها لأنها تدخل في باب الحلال والحرام، لكن الجماعة لم تكتف بالصمت بل اعتبرت المتضامنين يمارسون التفاهة. وهل الاعتداء باسم الدين على فتيات بسبب لباسهن مجرد أمر تافه؟ أي أمر هو جدي أكثر من الاعتداء على حرية الأشخاص في التجول؟ هل من أمر أكثر خطورة من ممارسة أشخاص ملتحين دور الأمن من خلال محاصرة فتاتين داخل سوق شعبي؟