أصدرت المحكمة العسكرية بالرباط بعد تسعة أيام من التداول أحكاماً بالسجن بين المؤبّد والسجن ثلاثين عاماً بحق 25 صحراوياً، وقضت المحكمة العسكرية في الرباط بالسجن المؤبد على تسعة مواطنين صحراويين واحد منهم غيابيا، وأربعة بالسجن 30 عاما وسبعة بالسجن 25 عاما وثلاثة بالسجن 20 عاما، وعلى اثنين بما أمضياه خلال مدة الاعتقال . أما المدانون فرفضوا الأحكام الصادرة بحقهم وطالبوا باستقلال الصحراء الغربية. كما تظاهر ناشطون صحراويين و عائلات المعتقلين احتجاجا على اللجوء إلى القضاء العسكري، وعلى "تعذيب" تعرض له المتهمون. وأثارت هذه المحاكمة الكثير من الجدل، إذ أدانت هذه الأحكامَ منظماتٌ حقوقية، بينها منظمة العفو الدولية، باعتبار أنه كان ينبغي محاكمة المتهمين أمام القضاء المدني لا العسكري، إضافة إلى وجوب التحقيق في إفادات بأنهم تعرضوا للاغتصاب و للتعذيب وهم قيد الاعتقال. المحاكمة التي تابعها الصحراويين في كل بقاع العالم ، و حضرها 52 مراقبا دوليا و25 مراقبا محليا، بعدما امتدت من أول فبراير حتى يوم 16 من نفس الشهر. لتعكس البعد الدولي للنزاع في الصحراء الغربية بعد 22 سنة من بدء وقف إطلاق النار بين جبهة البوليساريو والمغرب، تحت إشراف الأممالمتحدة الذي تم يوم 6 سبتمبر 1991 بعد جهد جهيد ومفاوضات "عسيرة وشاقة" انخرط فيها المجتمع الدولي ، بخاصة الأممالمتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية قرابة عشرين سنة ، حيث التأمت أكثر من اجتماعات ومفاوضات ثنائية وثلاثية في عواصم عالمية، وان بقيت غير مباشرة وعبر الوساطة الدولية منذ أول اتصال بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية سنة 1979، لكن دون تحقيق نتيجة ملموسة . بعد ما طرحت الأممالمتحدة عدة حلول في إطار جهودها لتسوية النزاع بين المغرب و البوليساريو ، ولم يكن أي حل منها موضع اتفاق بين الطرفين. وزاد مخيم اكديم زيك في الهوة بين الطرفين ، بعدما و ظف كعنف سياسي حسب بعض المتتبعين حاولت جل الأطراف المزج بينه كمقاومة مشروعة مع الإرهاب ، لتأتي المحكمة العسكرية بأحكام عريضة ثقيلة في أجواء الحرب على شمال مالي و ذكرى انطلاق حركة 20 فبراير .. تضرب في مفهوم المواطنة و هو ما يحيل على فكرة جون جاك روسو في على عدم الخلط بين ثلاث مفاهيم ، مفهوم الرعايا الذي يحيل على الأفراد الخاضعون للدولة ،و مفهوم الشعب الذي يحيل على الأفراد المشكلون للجماعة ،و مفهوم المواطنين الذي يحيل على الأفراد المشاركين على الخصوص في السيادة العامة ؟، و يعتبر جون جاك روسو أن المواطنة هي أرقى شكل في وجود الأفراد، و يضيف أن شرط المواطنة هو الإرادة العامة ، و الإيمان المدني الخالص، بمعزل عن الإيمان الديني و هناك من اعتبر أن الأحكام نزلت على " اسرى حرب " و ليس على معتقلين سياسيين . و تطرح معها أسئلة تفرض نفسها من قبيل : هل محاكمة معتقلي اكديم ازيك هي محاكمة للإدارة المغربية في الصحراء الغربية ؟ و لماذا خرج الصحراويين من المنازل " الفخمة " !!!! إلى الخيام ؟
هل تستطيع لجنة حوار اختطاف 30 ألف مواطن صحراوي و في نفس الوقت تنتقل إلى شاطئ " فم الواد " للتحاور مع كوادر الدولة المغربية ؟ هل ظهرت الحقيقة الكاملة لمخيم النزوح " اكدم ايزيك " ؟ و هل انتهت المحكمة العسكرية أو بدأت مثل ما أثارت محاكمة سقراط جدالا واسعا لا زال مستمرا إلى يومنا هذا ؟ · مدير نشر و رئيس تحرير جريدة دعوة الحرية