في ظل غياب المراقبة الأمنية الضرورية وتفشي عقلية تحقيق الربح عملا بسياسة الغاية تبرر الوسيلة، وأمام غياب الوازع الديني والأخلاقي عند طائفة معينة من منعدمي الضمير الإنساني الحي الذين لا يهمهم إلا تحقيق أهدافهم مهما تعارضت قواعدها مع القيم والمبادئ، أمام هذا الوضع الشاذ شاعت بمدينة كلميم ظاهرة غريبة عن الجسم الصحراوي ووجدت الأيادي الخفية التي تغذيها وتتستر عليها، الأمر يتعلق بمقاهي الإنترنت التي تحولت إلى أوكار لممارسة الدعارة. لقد أضحت مقاهي الإنترنت "السيبير" بكلميم مواقعا للتواعد بين الفتيان والفتيات الباحتين عن أماكن تسترهم لممارسة مكبوتاتهم الجنسية نظرا لما توفره لهم من سرية وحجب عن عيون الناس سيما وأن المدينة لا تزال تحتفظ برصيد وفير من الحشمة والحياء، وقد تركزت جل هذه "السيبرات" في أماكن جد حساسة من المدينة كالقرب من الثانويات أو الأماكن التي تعرف كثافة سكانية مهمة وذلك لاستقطاب أكبر عدد من المراهقين والمراهقات الفارين من فصول الدارسة للاختلاء ببعضهم البعض داخل خدور الإنترنت ، أما الأخطر في هذه الظاهرة هو أنها باتت تستقطب القاصرين من الفتيات المغرر بهم من قبل منحرفين يسوقونهم إلى مقاهي الإنترنت لقضاء أوطارهم منهن. جل "سيبيرات" المدينة تفنن أصحابها في تصاميمها الداخلية حيت حرصوا على أن يكون كل حاسوب انترنت معزول عن مرأى الرواد الآخرين، فبمجرد أن تجلس أمام حاسوبك تجد نفسك في غرفة صغيرة معزولة يمكنك أن تفعل بداخلها ما تشاء دون أن ينتبه إليك أحد، أما ثمن الساعة فهو يختلف من زائر إلى أخر خمسة دراهم للفرد الواحد وعشرة دراهم للذي معه رفيقته، و قال صاحب مقهى أنترنت مبررا العمل المشبوه الذي يقومون به إلى ضعف الإقبال على "السيبرات"،ويضيف، لكن مع جعلها أماكن للقاءات الحميمية الرواج ارتفع بشكل ملموس.