تناقلت وسائل الإعلام هذه الايام أخبارا حول حفل البيعة الولاء للملك الذي ينظم كل سنة ،لكن ما يلفت الانظارهو تلك الحملة المغرضة التي تحاك ضد النظام الملكي بالمغرب والتي قادها مناهضو طقوس البيعة واعتبروها ممارسات مخزنية مهينة حاطة من الكرامة الإنسانية تعود حسب تعبيرهم الى سنوات الجمر والرصاص حتى وصلت بهم شجاعتهم في (عهد الديمقراطية طبعا )الى صياغة عريضة استنكارية تطالب بإصدار قرار رسمي يلغي تلك المراسيم ،ولعل ابرز الموقعين على تلك العريضة العالم المقاصدي المؤثر احمد الريسوني الذي يطل علينا بين الفينة والاخرى من جدة بمقالات حيرت عقول وبلبلت أفكار أصدقائه من الحزب الحاكم الذين شرفهم القصر بحضور هذا الحفل البهيج وخاصة رئيس الحكومة عبد الالاه بنكيران والقيادي الكبير في حركة التوحيد والاصطلاح الجناح الدعوي للحزب الحاكم محمد يتيم . ان الدكتور احمد الريسوني وان كان محقا في اعتبار ذلك الانحناء ركوعا علما ان هذا الاخير عبارة عن انحناء معلوم بوضع الكفين على الركبتين ومقرون بتعظيم الرب فلم لم يتجرأ على انكاره واصدار فتوى بشأنه حينما كان مقيما بالمغرب وفي عهد سنوات الرصاص ؟ لذلك اعتقد ان الديمقراطية التي ينعم بها المغرب ستفوت على المغاربة الشرفاء الاحرار فرصة الاستقرار لذلك فالريسوني وامثاله يحنون الى سنوات الرصاص الحقيقي ،وكان حريا به وهو يعي جيدا المقاصد والمالات ويفقه الاولويات ان ينأى بنفسه عن هذه الخرجات التي تزرع الفتنة والبلبلة في البلاد وتشوش على أذهان العباد ، فكيف به أن يقحم نفسه في خانة المطالبين بإصدار قانون رسمي يلغي طقوسا اعتاد المغاربة مشاهدتها وتنم عن تمسكهم بملكهم الضامن لاستقرار البلاد ووحدتها.