تعكس العلاقة التي ينسجها الإنسان الصحراوي مع الإبل، والمعروفة بشيم المحبة والوفاء المتبادل، مكانة الإبل كأحد العناصر البنيوية المشكلة للهوية الثقافية الصحراوية، كما أنها تحتل مكانة أساسية في الحياة السوسيو- اقتصادية للمجتمع الصحراوي. وتفسر هذه العلاقة القوية بين إنسان الصحراء والإبل، كذلك المكانة المحورية التي يحتلها الإبل في العديد من التظاهرات التي تقام في عدد من مدن الصحراء المغربية، والتي كان آخرها مهرجان سباق الإبل بالجماعة القروية الشبيكة بإقليم طانطان (25 - 26 شتنبرالجاري). وحول طبيعة هذه العلاقة، يرى السيد ماء العينين أبا حزم، نائب مدير هذه التظاهرة ، أن علاقة الإنسان الصحراوي بالإبل علاقة قديمة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، مؤكدا أن الإبل لاتزال تحظى بمكانة مرموقة لدى سكان الصحراء. وقال أبا حزم، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش فقرات مهرجان سباق الإبل، إن "العيس حيوانات صبورة شديدة التكيف والتأقلم للعيش في ظروف الصحراء القاسية وفق نظام رعوي بدائي، أو شبه بدائي، وهي تتمتع بشكل عام بطبائع لعل من أهمها الهدوء والذكاء". كما أن الإبل، يقول أبا حزم، تشارك صاحبها المشاعر، "فإذا ما شعرت الإبل بحاجة أهلها للرحيل خوفا من خطر قادم، شنفت آذانها ومدت أعناقها تتحسس مصدر الخطر وجهته مسرعة الخطى في الرحيل"، مضيفا "وقد تجدها أحيانا تنذر مالكيها بالخطر قبل وقوعه بتصويبها أعناقها وجهة العدو المحتمل ". وأشار إلى أن مصطلح "سفينة الصحراء" الذي يطلق على الجمل هو "وصف مثالي" لقدرتها العجيبة على تحمل المشاق، وصبرها على احتمال العطش في هجير الصحراء وحرها اللافح وهو يقطع الفيافي والقفار مؤنسا لصاحبه في حله وترحاله". وأكد على المكانة الخاصة للإبل في حياة البداوة عامة والإنسان الصحراوي على وجه الخصوص، مذكرا بأنه لا يمكن لأحد ينسى أو ينكر دور الإبل التي كانت كل شيء في حياة الأجداد فهي مصدر رزق ووسيلة مواصلات ومنبع للفخر.