حضر عدد من مناضلي حقوق الإنسان الصحراويين أمس في ندوة بعنوان "حق الشعوب في المقاومة "نظمت بالجزائر العاصمة حيث قدموا خلالها شهادات حية حول القمع الذي يتعرضون له مع شعبهم الأعزل بنسائه وأطفاله في الأراضي الصحراوية من طرف النظام المغربي. وقدم شهود على الاضطهاد الذي تسلطه القوات الأمنية المغربية على الشعب الصحراوي . تم إبراز خلال هذه الندوة صورا حية عن أنواع التعذيب والاضطهاد الذي يعيشه يوميا الصحراويون أكدها مناضلون حقوقيون دوليون ونشطاء في جمعيات مساندة لقضية الصحراء المتنازع عليها. وفي هذا الصدد استمع الحضور لشهادة أقدم معتقل سياسي صحراوي في السجون المغربية "مولود الددش"الذي قدم شهادات عن حالات من الاختطاف والفقدان التي يعيشها الشعب الصحراوي وشهادة حول ظروف الاعتقال في السجون المغربية "التي تتم دون محاكمات وبعضها تتم بمحاكمات صورية" كما قال. وبدوره تحدث الناشط الصحراوي "حسن أبا" عن "قمع الشباب الصحراوي " ووضع الطالب الصحراوي ومنع السلطات المغربية لممارسة حقوقه من مواصلة دراسات عليا "خوفا -كما قال- من نشر أفكار حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير داخل الوسط الجامعي" وتحدث أيضا عما اسماه بالتهجير المباشر والتهجير غير المباشر الأول يتعرض له الشاب الصحراوي داخل المغرب بهدف طمس هويته أما الثاني فيتمثل في الهجرة السرية التي يلجأ لها بعض الشباب الصحراويين ". واغتنم حسن أبا الفرصة لمطالبة الاتحاد الأوروبي "اتخاذ موقف صريح وواضح فيما يخص القضية الصحراوية ووقف استنزاف خيرات المنطقة من خلال الاتفاقيات التي تبرم مع الدولة المغربية". وقدم "محمد الشيخ" كذلك وضع الطالب الصحراوي الجامعي و"تحول المنبر الجامعي في بعض الأحيان إلى ساحة دماء" مستشهدا ب "فقأ عين الطالبة الصحراوية "خية سلطانة" في الحرم الجامعي بسبب جهرها لأفكارها التحررية. وأوصى الحضور وخاصة المناضلين الصحراويين بمواصلة النضال قائلا بان الصحراء "امانة بايدينا" . وتدخل الصحفي المكسيكي "انتونيوفيلازكيز دياز" الذي أصابته القوات المغربية بجروح خلال شهر غشت الماضي في مدينة العيون الصحراوية ليتحدث على ضرورة أن يتضامن الجميع من اجل وضع حد لمأساة الشعب الصحراوي معبرا عن تخوفه "الحقيقي" من "مصير النشطاء الصحراويين المشاركين في الندوة عند عودتهم إلى الأراضي الصحراوية". وقال في هذا الصدد "لا يمكننا أن نتنبأ بما قد يتعرضون له" داعيا الحضور إلى القيام بعمل إعلامي واسع للتعريف بما يحصل للشعب الصحراوي والسعي إلى إيجاد حلول للصحراء المتنازع عليها خاصة فيما يخص رفع الفيتو عن المينرصو. وبدورها قدمت "أم المؤمنين" و"مريم" و"ملك اميدان" وغيرهن من النساء شهاداتهن حول خطف قوات الأمن المغربية لأفراد من عائلاتهن و تعذيبهم في بعض الحالات أمامهن وأكدن أن ذلك "لم يمس" بمعنوياتهن ولا على تصميمهن في الاستمرار في النضال والإيمان الراسخ في حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. واعتبرت السيدة مريم المرأة الصحراوية "رمزا للنضال وإطارا هاما لنضال الشعب الصحراوي" كما أنها "تعاني مختلف أنواع التعذيب والاعتقال من طرف النظام المغربي مثل الرجل الصحراوي". و استشهدت في هذا السياق بالأم "خديجتو" التي فقدت طفلها أثناء اعتقالها وقدمت أيضا حالات للاغتصاب قائلة إن "نساء أوروبيات بإمكانهن تأكيد القمع والتعسف المغربي لأنهن تعرضن له بأنفسهن" وتحدثت عدد من النساء عن فقدانهن لأزواجهن ورفض السلطات المغربية تعويضهن مطالبات المنظمات الدولية التدخل السريع لكف معاناة المرأة والطفل في الأراضي الصحراوية.و في هذا الصدد قالت المحامية الاسبانية السيدة "إيناس ميرندا" التي اعتبرت أن " هذه لحظة تاريخية هامة بالنسبة للشعب الصحراوي ونافذة قد فتحت لجعل العالم يكتشف بشاعة القمع المسلط على الصحراويين ". وأضافت أن النشطاء القانونيين يقومون بزيارة الأراضي بانتظام منذ سنة 2001 كما أنهم "يتحملون مسؤولياتهم الكاملة في مساعدة الشعب الصحراوي قدر الإمكان". و سجلت أيضا أن النظام المغربي "لا يحترم الشرعية الدولية" كما انه "يخضع الصحراويين المعتقلين بسجونه لقوانين ليست شرعية" داعية الجميع إلى المساهمة بعمل إعلامي واسع بشان المفقودين والمختطفين ولأجل وضع حد للإبادة التي يتعرض لها الشعب الصحراوي في نضاله السلمي" . وللتذكير فان هذه الندوة الدولية نظمت بدعوة مشتركة من اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي واتحاد الحقوقيين الصحراويين وشارك فيها 304 ناشط حقوقي وجامعي يمثلون 33 دولة لأربع قارات إلى جانب أكثر من 70 ناشطا حقوقيا صحراويا قدموا من الصحراء الغربية.