لا يختلف عاقلان على ان الوضعية الاجتماعية المزرية التي قد يعيشها الفرد/الانسان ومايرافقها من مشاكل مادية واسرية .. تساهم بشكل مباشر في التأثير على نفسيته وتعمي بصيرته وشل تفكيره السليم ,وفي هده الحالة تصبح تصرفاته غير متوقعة ولا محسوبة خصوصا ادا لم يساهم المحيط في إنقاده , فكيف تتوقع ردة فعله ادا هضمت الدولة/الادارة حقوقه وتحالفت مع المجتمع وإغتصبت ايادي الفساد والمفسدين حقوقه الدستورية ؟؟ ومن هنا يمكن لنا على الاقل فهم الحالة النفسية لمن إنضم الي لائحة البوعزيزيين (ضحايا السلطة) , او حاول كحالة "محمد سالم زار" الذي فشلت محاولته إضرام النار في جسده بتاريخ 13 يناير 2012 امام مقر ولاية الجهة بدينة كليميم ,فرغم الانتقاذات التي وجهت له من طرف البعض وتزايد الغضب على المؤسسات والدولة عند البعض الاخر لكن لم يتساءل احد عن الاسباب الحقيقية وراء محاولة هدا الشاب وضع حد لحياته حرقا ؟ ولم نكن نحتاج لمعرفة دالك الا طرح الاسئلة حتى إنهالت علينا الاجوبة من هنا وهناك , وتأكد لنا بما لا يدع مجالا لشك على ان هدا الشاب وغيره من المعتصمين منذ اسابيع امام مقر الجهة يعيشون وضعا مأساويا ينذر بكارثة ادا لم تبادر السلطات الوصية الي حماية حياتهم واستقرار محيطهم الاسري..خصوصا ادا علمنا ان سياسة الوعود الزائفة التي تنهجها الادارة في شخص والي الجهة (عبد الله عميمي) وقمع الاجهزة الامنية بالضرب والشتم الحاط من الكرامة الانسانية ساهمت بشكل مباشر في هدا الاحتقان , وكنموذج لدور السلطة في ملئ لائحة البوعزيزيين نسوق ماسرده بعض الحقوقيين , حيت اكدوا على تلقيهم وعدا من السلطات بالولاية بالاستجابة للملفهم المطلبي وهو ما نقلوه حرفيا للمعتصمين , الا ان الايام اكدت ان الكذب سمة الوالي "عبد الله عميمي" , وهو ما أظلم الدنيا في عيون المعتصمين وأجج مشاعر الغضب في صفوف الساكنة وساهم في محاولة الشاب احراق ذاته . من جهة اخرى اكد بعض المقربين من الشاب "محمد سالم زار" على نيته تكرار حرق ذاته لكن هده المرة بشكل سري, وأبدت عائلته والمقربين منه وحقوقيين خشيتهم من سيطرة فكرة وضع حد لحياته حرقا على تفكيره , خصوصا في ظل إستمرار الادارة في سياستها , تفكير الشاب (الغير سليم) يحيلنا الي الاستفسار عن مدى تأثير سياسة الكذب لممثل الملك بالجهة على نفسيته وغيره من الفئات الاجتماعية المهمشة ؟؟؟ وامام الواجب الاخلاقي لم نجد سوى استغلال هذا المنبر من اجل انقاذ هذا الشاب من النتائج الوخيمة التي تحملها خطوته هذه ونؤكد مسؤلية الجهات الوصية على حماية هذا الشاب وتنفيذ الوعود التي التزمت بها سابقا وان ارواح واجساد شبابنا الصحراوي ليست لعبة لدوي الضمائر الميتة وخصوصا مع تكرار خطوات حرق الذات فاللهم قد ابلغت اللهم فاشهد..