كشفت الانتخابات الأخيرة حقائق مرعبة للأحزاب السياسية التي تصنف نفسها في صف ” الالتزام” السياسي المتحزب “الهادف”… حيث حصل بعضها على صوت يتيم أو صوتين في دوائر بها ممثلوها…لتبرهن الصناديق الثائرة كم كان هذا الالتزام دقيقا في حسابات هذه الأحزاب و موغلا في التعويل على معدوم. سؤال للإستغباء: سؤال ردده حزبيون بهذه البلاد: لماذا باعت هذه القرى الظالم أهلها الأنفس و الذمم من أجل دريهمات معدودة؟ و صارت تطبل “لأباطرة الفساد” ضدا على المنطق الذي يستلزم “وقفة” جريئة توافق المرحلة و تتغيئ تغييرا جذريا غير مسبوق؟ لماذا باع حتي مناضلو هذه الأحزاب أنفسهم و كانوا إمعة ضد قممهم و مع “الفساد”؟ في نظري القاصر هذا السؤال هو الذي يستلزم علامة استفهام كبيرة بله علامة تعجب أكبر لحال أحزاب تريد الجزاء دون العطاء… عمل حزبي مثير: إن قراءة سريعة لأحزاب يُحسب لها “الالتزام السياسي” في تعاملها مع أبناء هذه القرى, يُستنتج منه ما يلي: استغلال سذاجة “القرويين” من أجل تحقيق أهداف حزبية أضيق من أفق هده الأحزاب نفسها, بل يمتد الاستغلال إلى السعي-على جثث الناس- نحو تحقيق أهداف شخصية في سلم هدا الحزب أو داك. الاستهتار بذكاء القرويين بمنح تزكيات مجانية في انتخابات سابقة و لاشك في اللاحقة لانعدام القواعد الحزبية لجل الأحزاب, و هو الأمر الذي خلف و يخلف صدامات بين منخرطي هذه الأحزاب لانعدام الرؤية الموحدة. غياب شعبية هذه الأحزاب راجع إلى المصداقية الخائرة في أذهان المواطن المغربي المقهور عامة. غياب مواكبة المشاكل الحقيقية للمواطن أفرزت سخطا ضد المتلاعبين بالعقول, و كم أضحكني برنامج أحد الأحزاب الذي أُقحمت عبارة ” الوعد بإقامة مكتب اتصال بالمنطقة” ضمن برنامجه الانتخابي الأخير مما يعني أن الحزب غائب-بالقوة- عن المجتمع. “و لو طارت معزة”…رواها العدمي: و لخروجها من هذه الأزمة, و حالتها هذه. يجب أن تتخلى هذه الأحزاب عن “كُمشة” تحكم دواليبها, تحسن التلاعب بالتقارير و الكلمات و هي كما أرى موغلة في الالتصاق بهياكلها, مما يعني أن تجديد هذه النخبة لن يكون أبدا “و لو طارت معزة”, مما يستلزم –و يا للعار- أن أحزابنا-أكال الله عمرها- ستبقى دوما كما هي –و لا فخر- سادرة في تميزها بعمل حزبي “ملتزم” يأتي على البلاد و العباد.