سلطت نتائج الانتخابات التشريعية ل 25 نونبر المنصرم التي شهدها المغرب، مزيدا من الضوء على شخصية ما فتئت تثير الكثير من الحيرة و الجدل، إنها شخصية الأمين العام لحزب العدالة و التنمية، فمن يكون إذا عبد الإله بن كيران؟ ولد السيد بن كيران في يوم 2 أبريل 1954 بحي العكاري الشعبي بالعاصمة الرباط، بدأ مسيرته النضالية بانتمائه إلى تنظيم الشبيبة الإسلامية السري بقيادة عبد الكريم مطيع اللاجئ في لبييا إلى اليوم ، تدرج عبد الإله في هذا التنظيم ليصير في وقت قصير الرجل الثاني به. ليقرر بعد ذلك الانفصال عنه ويؤسس "جمعية الجماعة الإسلامية" برفقة أسماء أخرى كسعد الدين العثماني ومحمد يتيم وآخرين. لكن كثرة الإعتقالات التي طالت كوادر هذه الجمعية من طرف المخزن بدعوى طابعها السري و المحظور، دفعت بن كيران رفقة رفاقه إلى تأسيس " حركة الإصلاح و التجديد " في أواخر الثمانينات و العمل بطريقة علنية مع انتهاج أفكار أكثر اعتدالا تجاه النظام و طبيعته. ثم جاء الاندماج مع رابطة المستقبل الإسلامي بقيادة أحمد الريسوني وجمعية الشروق الإسلامية وجمعية الدعوة الإسلامية ليصبح الاسم الجديد للحركة بداية من سنة 1996 هو "حركة الإصلاح والتوحيد". نجح عبد الإله بن كيران في التقريب بين مكونات من الساحة الإسلامية، ثم سعى إلى فتح باب العمل السياسي الرسمي، من خلال مبادرته لتأسيس حزب التجديد الوطني الذي لقي معارضة الدولة آنذاك، لأن الملك الحسن الثاني كان يرفض آنذاك أن ينبثق حزب إسلامي بهذه الصفة في المغرب ويمارس السياسة في دولة يرأسها أمير المؤمنين. لكن بن كيران لم يفقد الأمل فاتجه لحزب "الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية" الذي كان يديره عبد الكريم الخطيب، و سرعان ما غير اسمه ليصير " العدالة و التنمية" و الذي شغل منصب أمانته العامة منذ 20 يوليوز 2008. شغل عبد الاله بن كيران مناصب عدة إلى جانب أمانة العدالة و التنمية، فهو عضو مجلس النواب المغربي عن سلا (المدينة) منذ 14 نونبر 1997، لأربع ولايات (1997 و2002 و 2007و 2011)، كما شغل منصب مدير لكل من جريدة الإصلاح والراية والتجديد، ورئيس سابق لحركة الإصلاح والتجديد، وكان بنكيران قد انتخب أيضا عضوا متطوعا بالمجلس العلمي بالرباط ، وعضوا بكل من المجلس الأعلى للتعليم، واللجنة الخاصة بالتربية والتكوين. دون أن نغفل تعيينه أستاذا للفيزياء بالمدرسة العليا للأساتذة بالرباط. السيد عبد الإله بن كيران رجل السياسة المحنك، و رب أسرة وأب لستة أولاد، يخوض تجربة سياسية جديدة كليا نقلته من صفوف المعارضة، إلى التولي الكامل لدفة القيادة لسفينة كثرت عيوبها مؤخرا نتيجة تناوب ربابنة غاية في السوء لقيادتها. فهل يوفق حزب العدالة و التنمية في تحقيق آمال أكثر من 30 مليون مغربي و مغربية و الرسو بالسفينة لبر الأمان؟