ماذا لو اضطررتم إلى قضاء حاجتكم في مدينة العيون؟ سيكون من المفيد والمثير حقا لو قرر رئيس بلدية العيون، مع وزيرنا في ما يسمى وزارة الثقافة، أن يطلقا مشروعا لإعادة تسمية بعض شوارع مدينة العيون، بدل انعكاف رئيس المجلس على طبع كتيبات تهم إرشاد السياح لمعرفة شوارع وأزقة العيون هدرت فيها أموال كثيرة، كأن يخصصا لوحات معدنية مكتوب عليها "شارع بأسوار منعدمة البول"...على وزن شعار "مدن بلا صفيح" الذي ظل الوزير احجيرة يطربنا به في نشرات الأخبار، في حين ظل قسم التعمير في ولاية العيون وقسم مراقبة البناء في بلديتها يغمضان العين على مشروع زيادة طابق خامس الذي بدأ كموضة جديدة في هذه المدينة.. ففي مدينة كالعيون، "تنبت" فيها المطاعم والفنادق على مدار الأسبوع... هي نفسها التي لم تتلخص بعد من عادة سيئة يحار الناس كيف انتشرت وكيف ظل مجلس المدينة يتعايش معها كما يتعايش العجوز مع حدبته. أهالي المدينة أصبحوا يعافون المرور بجانب أسوار أم السعد وبعض الأزقة بساحة الدشيرة وقرب جنبات بعض المصالح الإدارية.. رئيس المجلس البلدي للعيون أو واليها وحتى رؤساء المقاطعات والمجلس الإقليمي الذي يهوى رئيسه لعبة الكرة الحديدية بجانب أحد أسوار ساحة المشور الذي تعفنت جنباته بأنواع الروائح النتنة، والمجلس الجهوي، ممن يتصرفون في ميزانيات ضخمة وفي عائدات ضريبية خيالية من المال العام، يتصرفون بعناد غريب وغير مفهوم في ما يخص بناء مراحيض عمومية للصحراويين وللسياح الذين يزورون العيون...تصوروا أن العيون التي يفتخرون بأنها أصبحت من كبار وأجمل مدن المملكة، هي نفسها التي إذا "شدك الحال" في شوارعها ليس لديك إلا الأسوار والحيطان لتريح "التزيار" الذي أصابك. في ساحة الدشيرة، كما في أهم وأبرز شوارع وأزقة المدينة، هناك استثمارات ضخمة لمراكز تجارية ولمطاعم وفنادق ومقاه راقية، ولا أحد فكر في إنشاء مراحيض عمومية نظيفة..ولكثرة تبول الناس على أسوار وحيطان المدينة، فقد أصبحت هذه الأسوار مهددة بالانهيار، بفعل " الملوحة" التي أكلت القاعدة واتسخت معها التربة وشوهت الجمالية وأعطت للسائح والغريب انطباعا عن أهالي العيون، يتلخص في كونهم " شعبا" يهوى التبول على تاريخه وتراثه. ورغم أن ساكنة العيون وبعض السياح ممن يتجولون مشيا، فإنهم ملزمون بالعودة إلى بيوتهم أو إلى فنادقهم لو أرادوا قضاء الحاجة...وهي نفس الحاجة التي يقضيها باقي عباد الله على أسوار فضاء أم السعد، التي أصبحت الكلاب تعاف المرور بقربه، فيما السياح والمواطنون يغطون أنوفهم وهم يمرون بمحاذاته...