جلبت الهجرة السرية الكبيرة التي عرفتها منطقة ايت باعمران والصحرى الكبرى ، تجزا وتقطع اوصال العائلة الباعمرانية ، اما بشكل مؤقت او دائم ، فالشباب الدين يمكتون هنا يرون كيف ان بعض اصدقائهم يؤافقون زوجاتهم للعيش في بلد "الاحلام" ، هؤلاء الشباب التائهين في ارصفة "البارنديا" او في شاطىء البحر او في المقاهي يحملون اشاعات واخبار عن الاصدقاء الغائبين ويحكون ان البعض منهم قد تزوجو هنالك بالاجنبيات "فرنسيات ، بلجيكيات ،اسبانيات ، ....الخ" وهدا بدافع الغيرة والحيرة للشباب الدين يمكتون في سيدي افني . راينا الكثير من الشباب بدون عمل وربما لا رغبة لهم فيه يجلسون في المقاهي ينتظرون وصول " الويسترنيون او منظة " قد يرسلها الاب او الاخ او الصديق ..اما الدين منطرهم يافع فيسعون الى الى ربط صلات مع سائخات متعطشات الى التسلية ومستعدات لصرف النقود. من الممكن كدالك وبدون شك ان السلطة التي تستعملها الدولة وراء الكواليس خاصة حين تقترب مواعيد الانتخابات البرلمانية ، التي اصبخت موضة للسياسين في زيارة هاته القبائل المنسية مند سنة 1960 كتاريخ بدء الانتخابات في المملكة . لكن حتى الااونة الاخيرة لم يسمح لهم ضميرهم الاقتراب من صناديق الاقتراع لاعتقادهم ان المشاركة في الحياة السياسية شان وراتي او سلفي فقط اي انه مثله متل الدين ورتوه عن اجدادهم ليصبح بعد دلك عادة يقومون بها ،فنسبة البطالة مرتفعة جدا ، زيادة على الكثافة السكانية وكثرة حاملي الشهادات (الباك + الجامعة + الدكتورة ) وكثرة الخرفين دو كفاءات مهنية ، وغياب استتمارات حقيقية في مجال الصيد البحري ، اما الفلاحة فهي متاخرة بسبب هجرة الرجال الى اوربا او للانعدام التساقطات المطرية ، وللهجرة القروية نحو المدن المغربية "من اكلميم حتى طنجة" واخيرا الاستهلاك اللامنطقي لمنتوجي "الصبار والاركان" والدي تعتبر منتوجات موسمية فقط. مع دلك يمكن ملاحظة- هنا وهنالك- بعض مؤشرات الازدهار وكمثال على دلك بعض الروتشات الاصلاحية عند بوابة المدينة كالطريق الرابطة بين سيدي افني وتزنيت و افني اكلميم ، اضافة الى بعض الاصلاحات المحتشمة في ترصيف الطرق وتعبيد ازقة المدينة مع بروز بعض المنشات التجارية في حي الودادية وبعض المقاهي المطلة على بحر سيدي افني لكن الديون الاقتصادية للمجلس البلدي مازالت هنالك. بالرغم من المصدر الكبير للعملة الصعبة التي تدرها الهجرة فان قبائل ايت باعمران مضرب المشاكل الشائكة المستعصية الخلول كالفقر و الهجرة السرية وانخفاض الانتاج الفلاحي والبحري ، وضعف التماسك العائلي والاسري واستهلاك المخدرات ،كل هده العناصر مجتمعة تجعل الوضعية السوسيوسياسية متفجرة بقوة. ففي الوقت الدي كنا فيه نامل باهتمام بالمنطقة خاصة بعد احداث انتفاضة قبائل ايت باعمران او ما يسمى ب "السبت الاسود " او بعد الزيارة الملكية للمنطقة ان تشعل شعلة الامل ، اصبحنا نعيد الدكريات الماضية بين عهد استعماري اسباني ترك بصماته التنموية من خلال ازقة وماثر تاريخية عاشت فيها قبائل ايت باعمران مع الاسبانيين في مجتمع مزدهر ، ولحد الان لم نعرف شيئا رد الاعتبار للمقاومة الباعمرانية وللاراملهم وللاحفادهم ، او لسيلسة تنموية حقيقة جهوية بالمنطقة ، فمن البديهي ان تنتفض الشعوب ضد خكامها من اجل حقها في العيش او تطالب بحق مصيرها ، او تتميز بعصيان مدني لانه من عادة المغاربة انهم لا يراعون اوقات المواعيد ولا الجواب على الرسائل ،وهده صفات ساهمت في تهدور الدولة المغربية (مابعد الاستقلال) ، اضافة الى كثرة الفساد الاداري والاخلاقي ، كلها عوامل اطاحت بالعديد من الدول والامبراطوريات عبر التاريخ ، و لاننا نتحدث كثيرا عن الوتيقة التاريخية ،يجب ان نكون لها بالمرصاد التاريخي ، واعادة المياه الى مجاريها في بناء جيل اخر ينبني على سياسة استراتيجية واقتصادية واجتماعية متكاملة ، فلا يمكن مثلا ان يستفيد حفدة عبد الكريم الخطابي من مشاريع تنوية واقتصادية وتهميش حفدة امغر سعيد الدين يمتلكون القوة التاريخية والاستراتيجية الاقليمية ، فلا اريد هنا ان اعزز من مفاهيم استعمارية كالتفرقة والعنصرية بقدر ما اطمح الى مساوة اقتصادية واجتماعية وتاريخية بين جميع افراد المملكة ، ثم ايضا الى فهم واقع وحدتنا الترابية التي يجب اعادة النظر فيها من خلال قراءة لمكونات هدا المجتمع وايضا فهم الاحدات التاريخية للصراع الاقليمي للمنطقة ونرجع خطوة الى الماضي الاستعماري الاسباني لنتدكر عندما كانت افني عاصمة الصحراء ، كانت احوال الصحراويين بخير رغم الازمات الاقتصادية الحادة كازمة 1945 فقد خافض الصحراويين على ممتلكاتهم الترابية وقويت الروابط القبلية والعائلية تحت رعاية المغفور له مخمد الخامس. ان الحقيقة التاريخية ادن تجعلنا مجبرين على تحمل المسؤولية القانونية وباتخاد اصلاخات جزرية في محاربة الفساد الاداري والاخلاقي ، وليس بانتخابات برلمانية تعتبر راس المعضلة والمشكلة في خطي خطوة امامية نخو الامام مادمنا في مملكة مغربية تكون فيها السلطة الملكية امام ارادة الشعب المغربي الدي صوت على الدستور الملكي الجديد ، الدي سيجعل من البلاد دولة اقتصادية وصناعية مهمة تنافس جنوب افريقيا وتطمح الى بناء دولة "الاحلام" . وتفعيل مشروع ملكنا مخمد السادس مع اعطاء الاخقية لقررات ملكية في تعيين المسؤولين دو الكفاءات النزيهة في تخمل المسؤوليات واعكاء اوامر للتقاعد الاجباري او للطرد للافراد الغير مرغوب فيهم من طرف الاغلبية الشعبية التي تستطيع ان تعبر رايها بشكل حضاري وقانوني بعيدا عن حززات كيفما كان مجالها قد تعرقل مسار تنمية البلاد ، فليس من الضروري ان تبنى المجتمعات الحضارية الحديثة على احزاب بقدر ماهي محتاجة الى حراك اجتماعي متشبع من من تقافة العمل الجمعوي والمدني . فالمشروع الاصلاحي يتطلب وقت واستراتيجية محكمة والتعلم والاستفادة من اخطاء التاريخ والامم والشعوب مصداقا لقول المثل " مصائب قوم عند قوم فوائد " فادا كانت بالعزيمة يتحقق الهدف ، فالهدف هنا يقتضي صراع مع الوقت والزمان الدي يسير بسرعة فائقة ،فضياع تانية منه يكلف ساعات من اجل استرجاعه ، وحتى لا تنسى الانانية نفسها عن العقاب ، وتدرك الخطا لتصلحه قبل فوات الاوان وخير ما ختم به مثل شعبي مغربي يقول "فاتو تران"