كم هي قاسية هذه العبارة، تكاد تسمعها في كل مكان، تتكرر مرارا وتكرارا ، و في كل مرة تسمعها تحس بالغبن و بالإهانة، و ربما بقلة الحيلة و بالضعف، و المشكلة أنك حين تحاول أن تدخل سوق رأسك و تغلق عليك أبوابه، تجد أن الآخرين لا يدخلون أسواق رؤوسهم، بل يدقون باب سوقك بكل ما في أياديهم من قوة جبروت ، و ما في نفوسهم من صفاقة و قلة حياء، و حين تحاول الاحتجاج تجد في انتظارك العبارة القاسية:دخل سوق راسك وتصنت لعظامك . حينما تقودك الظرروف لمناقشة أحوال سياسة احدهم مع شخص متعصب فكن على يقين بأن أول خط دفاع سيستعمله للرد على انتقادك هو : و نتا مالك؟ آش دخلك ؟ و نفس الجواب و لو بصيغ مختلفة تسمعه حين تحتج على اعتداء شرطي يمارسه في حق احد المعطلين او احد الشبان ، و قد تتلقى هذا الجواب مصحوبا ببضع لكمات- وهي القليلة الى ما هرس ليك عضامك_ ستكون كافية للدخول سريعا نحو سوقك و إقفاله بألف قفل من النوع الكبير. لا تحاول انتقاد مسؤول مهما صغر شانه .. لا تفكر في توجيه ملاحظة أو عتاب مهم كان نوعه ..حذار أن تصدر عنك شكوى أو تجهر بلوم،.. فكل ذلك مردود عليك بعبارة كالصفعة: دخل سوق راسك. دائما ستجد من يطلب منك الصمت و الدخول، الدخول إلى أين؟ إلى سوقك بالطبع، و هناك تمتع بالإنصات إلى عظامك التي ربما ستكون هي أيضا مشغولة بانتقاد أمر ما في داخلك و لهذا احذر أن تقودك نحو النقد المحظور، فهم لا يعدمون تهما يتم تجهيزها على مقاس لكل من يفتح فمه أكثر من اللازم....ويعجبونك حينما يتفوهون بانهم لا يزجُّون بمنتقديهم في غياهب السجون، و لا يعدمون صحفيين بل ينصبون لهم نصب تذكارية من مشانق لكل من خالف أرباب نعمتهم الرأي، لأنهم يؤمنون بالرأي فقط، رأيهم هم و ذوو نعمتهم و سلاحهم المُشهَر دائما كسيف القاتل هو: "ادخل سوق راسك"
ف الحقيقة بعض المرات كتجيني حالة يأس و كنقول محال واش يكون شي تغيير فهد البلاد السعيدة محد فيها نفس الكمامر لي لبارح كانو كيمسحو فستصيونات ودبابا ولاو من ناس دولة ... حيت العقليات مازال هي هي..ما تبدل فيها والو..و لا ما تبدلش الفكر حتى حاجة ما كتتبدل.. بالعكس كتبقى ذيك الساعة الحالة كتزيد و تخياب ..و لكن كنرجع و نقول: الأمل ف الله كبير.. و واخا باغيينا نسكتوا ربي كيجزي كل واحد على كد نيتو و باغيين يزرعوا فينا اليأس باش نوليوا نشوفوا و ما نهضروش.. راه غ يجي وقت الخلاص لكل واحد..و الانسان اللي كيفكر غير ف اللحظة خاصو يمد عينيه للقدام و يشوف حالو من هنا لغدا. ملي ما يلكا لا كريم ولا مرضي لواليدين كلامي ما كمل خليه لمرة اخرى