لقد أصبحت عبارتا "الاستقواء بالغرب" و"التآمر مع جهات معادية" من العبارات الأكثر ترديدا على لسان القادة العرب هذه الأيام في وجه معارضيهم المطالبين بالتغيير,مستخدمينها للحكم على ولاءهم للوطن. عبارة"الاستقواء بالغرب" وللأسف الشديد مازالت سلاحا فتاكا بيد حكامنا لملاحقة معارضيهم والتنكيل بهم واستئصالهم.والويل كل الويل لمن تتهمه السلطات بالاستقواء بالغرب,فيتم تجريده من كل حقوقه والزج بهم في السجون.مع العلم أن معظم هذه الأنظمة خادمة مطيعة تأتمر بأوامر هذا الغرب ومنها من خرج أصلا من عباءة هذا الغرب. لا أريد أن يفهم من كلامي على أني مع الاستقواء بالغرب,على العكس تماما نحن مع الضرب بيد من حديد لكل من سولت له نفسه التآمر على بلده والاستقواء بالأجنبي و إعطائه فتحة يتسرب منها للشؤون الداخلية لبلداننا,لكن أرى أنه من واجبنا إماطة اللثام عن وجه اللعبة التي تلعبها الأنظمة العربية,فهذه الأخيرة تطالب المعارضين الحقيقين بان يكونوا وطنيين ومستعدين للتضحية بأنفسهم من أجل الوطن,علما أن هذه الأنظمة لا تملك ذرة وطنية وغير قادرة على التضحية بأي شي من أجل الوطن. كيف يمكننا أن نصدق هذه الطبقات الحاكمة في أوطاننا وهي التي حولت هذه الأخيرة إلى مزارع خاصة نهبت مقدراتها وخيراتها وحولوها إلى حساباتهم الخاصة.لقد بات المواطن العربي على قناعة راسخة بان الوطن ومصالح المواطنين أخر شيء يهم معظم الأنظمة العربية خاصة بعد أن عاثت فسادا وخرابا وقتلت أبناء وطنها واستعملت ضدهم أعتي الأسلحة وما وقع ويقع في بعض أقطارنا العربية خير دليل على ذلك. ومما يثير الضحك والسخرية في عالمنا العربي أن الإنسان يعتبر مواطن صالح فقط إذ هادن النظام.فإذا كنت عبدا للنظام فأنت مواطن صالح,أما إذ كنت معارضا له وتعشق تراب الوطن فأنت عميل حقير جدير بالسجن والنفي من البلاد فحب الوطن لا يشفع لك.ليس مهما أن تكون محبا للوطن,المهم أن تكون عاشقا للنظام هكذا يقيسون صلاح المواطن في وطننا العربي. لم يعد ممكنا أن تنكل بالمعارضين على أساس عبارات ومفردات فقد تغيير الزمان وتغيير معه التركيب الشخصاني للمواطن العربي فالجبن لم يعد صفة عربية,فما فائدة أن تتفاخر الأنظمة العربية بحب الوطن ومحاربة العملاء و المتآمرين,ومن ثم تقمع الشعوب وتقتلها بدم بارد وتشردها وتدوس كرامتها وتبدد ثرواتها.أهكذا يكون حب الوطن؟ في الختام,أتمنى فقط من هذه الأنظمة الكارتونية أن لا تلتف كعادتها دائما حول وعود الإصلاح والتغيير وعندما تخرج الشعوب للمطالبة بحقوقها يتهمونها بالعمالة والانخراط في مؤامرات خارجية