الحديث عن (المستشفى الاقليمي)بسيدي افني اليوم، يجر للحديث عن نوستالجيا هذه المعلمة الصحية والفرق بين أيام ممن كان المغاربة ينعتونهم ب( سبليون بورقعة)خلال ستينيات القرن الماضي ،وواقع مغرب الألفية الثالتة. فبعد أن كان هذا المستشفى غذاة الاستعمار قبلة لعلاج العديد من الأمراض ولإجراء مختلف العمليات الجراحية بما فيها المعقدة انذاك ،وللمعاملة الإنسانية كأضعف الإيمان تحول تدريجيا مع الزمن المغربي الى مجرد وحدة سكنية وقاعة انتظار أوإن صح التعبير سكرتارية يقتصر دورها على توجيه المرضى لمختلف العيادات الطبية الخصوصية أو الى مستشفيات خارج المنطقة لأبسط الأمور. فلا وجود لراديو الفحص ،ولا تلفاز للتخطيط،،ولا بنك دم، ولا أطباء في مستوى أبسط العمليات ولا مستعجلات تستطيع جبر حتى الكسور التي يضطر السكان الى تجبيرها بمستشفيات المدن الأخرى مثلها مثل الولادات التي يوجه جلها خارج المدينة مخافة التسبب في وفاتها بسبب انعدام الكفاءة والخبرة في ظل تقاعد كل( الممرضات القابلات) اللاتي تكونن وتأطرن مع المستعمر الاسباني. فباستثناء اقتصار طاقمه على تضميد الجروح (بالدواء الاحمر والبيتاضين وبومادا دلعينينن)أوإحصاء الوافدين الذين يعدون بالألاف شهريا الحالمين بعودته لسابق عهده،لتنطبق عليه الاية الكريمة:(..ضعف الطالب والمطلوب). يبقى التساؤل ما دور هذه المعلمة الصحية في إقليم تفوق ساكنته 130ألف نسمة بغياب الأطر الطبية وممرضين أكفاء باستثناء قلة ممن يصارعون هذا الواقع المتردي ،مع وجود البعض ممن يحسبون على أبناءالمنطقة وهم الأكثر حرصا على دوام هذا الحال مخافة تحريك المياه الاسنة والتسبب في خلق دينامية بالمستشفى تضطرهم للعمل الدؤوب والمتواصل بعد أن ألفوا الخمول والراحة بسبب التعطيل المتكررللأجهزة وحجب الادوية عن المرضى لجعل الساكنة تؤمن بأن مفتاح العلاج خارج هذا المستشفى الإقليمي، و يزيد من فرص البعض في المتاجرة بصحة المواطنين بالاقليم في ظل غياب الدور الحقيقي لمدير أو لمندوب الصحة بالإقليم العاجزعن تغيير هذا الواقع فإلى متى سيتواصل مسلسل الأموات على باب هذا المستشفى بسبب الولادات واللسعات وأبسط الحوادث...،تحت سمط المسؤولين،وتكالب الهيات السياسية والنقابية والمجتمع( با لمدني) الاخرس .