في خضم الربيع الديمقراطي الذي يهب على الدول التي عانت من ويلات القهر و الإذلال الممنهجين من طرف أصحاب الصولة وغلمانهم ضد الشعوب المفقرة , خرج الشباب المغربي يبغي الإنعتاق و يغرد للحرية في أشكال احتجاجية سلمية و غير مسبوقة بدءا من 20 فبراير الماضي... و بين هذه الأمواج المتلاطمة من الأصوات المنادية بالتحرر تبدو أصوات بل أبواق مستفيدة أو غير مستفيدة من الوضع القائم و تريد أن تبين مدى وطنيتها و جديتها في التعاطي مع هموم الوطن...إنهم المتحزبون من بني جلدتنا المتلونين بألف لون من أجل أصوات-إنتخابوية- من شعبنا الأبي المغلوب على أمره الذي "عاق و فاق" لما يحاك ضده... هؤلاء "الحربائيون" دعوا لما أسموه "مسيرات حب للملك" و ذلك من أجل تحطيم آمال الشعب و من أجل القول أن 20 فبراير عدوة الشعب, وعمت البلوى عموم التراب الوطني لكنها كانت في مدينة أقا أعم, كونها مدعومة بأقلام إعلامية تعرف التلاعب بالخطاب لكنها في الأخير سقطت ضحية سم قلمها عندما كان الواقع أمر-من المرارة- لها من المتوقع. مسيرة حب بأقا: المعنى و الدلالات "مسيرة" تعني" الإرادة", أي تخرج بإرادتك لقطع المسافات للتعبير عن مشاعر أو مطالب وحاجات تهمك أوتهم من يهمك أمره,أما الحب فهو كلمة يعلم بها الكل فلا داعي للشرح لكني سأشرح ارتباطاتها المجالية مع كلمات أخرى, الحب يعني الرضى بما هو كائن, الحب يعني أن العام" بات زوين", الحب يؤكد أن الأوضاع في سلام...الحب أمن وسلام وحب و وئام و... فأي منطقة في طاطا كلها نعرف للحب معنى؟؟؟ جمله "الحمد لله" نجد الإنسان الطاطاوي عامة يقولها و إن بلغت به المصائب أشدها لأنه يؤمن بالله الرزاق و الكبير على كل متكبر, لكن الحب كلمة أرقى من كل تعابير النفاق السياسي... إن الدعوة التي وجهها "المتلونون" للأقاويين كانت قمة الاستخفاف بالمواطن المغربي البسيط عامة, و محاولة مجهولة العواقب للاستغلال سذاجة البعض و دعوته للتظاهر. لماذا الدعوة ل"الحب"؟؟؟ إن الدعوة جاءت لترطيب الأجواء بين السياسيين وسلطات الوصاية بعد الكر و الفر بينهما فيما يتعلق بملفات معينة, ولم تنبع من القناعات الاجتماعية للساكنة, فالكل يعاني من ويلات التهميش بكل أنواعه. و كذلك لضرب فئات الطلبة و المعطلين التي ما فتئت تفضح السياسيين بأقا, واستهداف هذه الفئة بالذات قدم هدية ذهبية للسلطة لإخماد نضالات هذه الفئات المكافحة, أما القول أن المسيرة جاءت للرد عن تهاون السلطات في محاسبة من اتهمه المروج للمسيرة ب"هيسبريس" بالانفصال فهو كلام مردود على صاحبه لأنه لا دليل على هذه التهمة التي جاءت تصفية للحسابات الشخصية, أما عن الرسالة التي قال عنها "الجمعوي المعروف" "أن شباب المناطق النائية للمغرب ليسوا أقل متابعة لما يحدث بالعالم" فهو كلام مستهلك لأن الجمعيات الثلاث لا تمثل شباب المنطقة بأية حال. لماذا تأجيل "الحب"؟ " نصيحة للمغاربة الذين يركبون قوارب الموت أملا في العبور لأوربا اذهبوا إلى أقا فهي تضاهي قرى النرويج والسويد!!" "اقا تقع بين فم الحصن وطاطا قرية جميلة تشبه فلوريدا الأمريكية ادعوكم لزيارتها" هاتان الجملتان هما تعليقان أثاراني و أنا أطلع على خبر "الحب" و "الغرام"...و أترك لكم التعليق,و أعود للحديث عن تأجيل الحب و هل الحب يؤجل؟؟؟!!! المقال الأول الذي عنون ب" مسيرة حب ووفاء للملك بجنوب المغرب" نشر يوم 15-02-2011 الساعة السابعة صباحا و56 د و بعد حوالي أربع ساعات أي الساعة الحادية و 57 د نشر مقال " تأجيل مسيرة الحب الوفاء للملك بالجنوب" لكن هذه المرة بعبارة "هيسبريس-متابعة" عوض ذكر صاحب المقال المصدر المفتوح لكل الأخبار...هذا الفرق الزمني البسيط يؤكد حقيقة الأمر أن المسيرة مجرد مناورة سياسية حزبية لأن الكل يعلم أن أهالينا في أقا ما عادوا يصدقون كل شئ مما يقال بل ثمة "فلترة" حقيقية لما يُسمع و يُتداول. إن الحب الحقيقي لا يتمثل في السير أمتار أو كيلومترات و الهتاف بالنشيد الوطني أو غيره, بل هو تقديم الخدمات الفعلية للمواطنين, محاربة البيروقراطية و الفساد الإداري والعمل الجدي بعيدا عن كل المزايدات السياسوية...و بهذا المعني أعلن قناعتي الرئيسية و هي أن " الحب لا يؤجل" فليبادر محبو الشعب للتعبير عن الحب الحقيقي قبل أن تلفظ الانتخابات "المحبين" خارج "لصندوق" أقا ...ويفنى الحب بعد خمسة أيام من جعجعة الحب جاء يوم 20 فبراير فأكد الأقاويون ارتباطهم بالسياق الوطني وحاول من حاول الركوب على نضالاتهم فذان الجميع الركوب, و توالت مسيرات التغيير بالرغم من محاولات البعض إعاقة السير...وبدا أن الكثير من محبي أمس ينادون عاليا " عاش الشعب",كما زاد تردي الأوضاع الاجتماعية والأمنية الطين بلة مما ينذر بمسلسل تراجيدي من إخراج الأقاويين بحلقات غير محدودة و بعنوان عريض"... و يفنى الحب" فليحيا الحب الحقيقي و ليفنى المزور و عاش الشعب.