تصدرت مدينة نيويورك عناوين الأخبار العالمية مؤخرا، وذلك بسبب قضية بناء مسجد قرب موقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول. فقد انطلقت مظاهرات متفرقة في المدينة ما بين مؤيد ومعارض للمشروع، فبدت المدينةالأمريكية ساحة للتوتر الديني، الذي أشعل جدلا واسعا في البلاد بأكملها. غير أن المشهد في إحدى كنائس المدينة يبدو أكثر هدوءا وسكينة من شوارعها، فالمسلمون هنا استأجروا هذه الكنيسة الكاثوليكية لإقامة صلواتهم، ليكشف سكان هذه المدينة وجها آخر من وجوه التسامح في البلاد ولعل الأقدر على فهم ذلك هو سايروس ماغولدريك. فهذا الشاب اعتنق الإسلام بعد المسيحية، وكل ما يريده الآن هو أن يفهم الآخرون دينه الجديد، إذ يقول: "الإسلام نهج تربية وأسلوب حياة، فهو يؤثر على كل القرارات التي نتخذها." وما يميز سايروس هو أسلوبه الحديث في الترويج للإسلام، فهو يغني ما يعرف ب"موسيقى الراب الإسلامية." يقول سايروس: "نحن بحاجة إلى التمسك بثقافتنا، فلو استطعنا أن نكون جزءا من ثقافة الهيب هوب، ونناقش من خلالها همومنا ومشاكلنا، فأعتقد أن ذلك سيشكل فرقا كبيرا." والروحانية ليست بغريبة عن عائلة سايروس.. فوالدته تنحدر من جذور إيرانية، أما والده فهو أيرلندي كاثوليكي. يضيف سايروس: "لطالما كنت شخصا روحانيا، ولكني لست متعصبا، أعتقد أنني وجدت في الإسلام ضالتي." ولا يقتصر دور سايروس على غناء الهيب هوب، بل يتطوع أيضا في هيئات مدنية تمثل المسلمين، لعل من أبرز أولوياتها اليوم، قضية مسجد نيويورك. يقول سايروس: "من الصعب رؤية هذا الخوف المتزايد من الإسلام، إنه لأمر غريب." لعل هذه القضية هي الأكثر إثارة للجدل منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، إلا أن سايروس يعتقد بأن الاستيعاب والتسامح هما أبرز سمات المجتمع الأمريكي.