[email protected] لقد عارضت فئة عريضة من الشعب المغربي إقامة (بهرجان) "موازين" من خلال كل الدعوات التي خرجت من حناجر متظاهري 20 فبراير أو من خلال صفحات التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية.ولعل أغلب المعارضين لم يعارضوه لأنه نوع من الفن، ولكن عارضوا التبذير الكبير لأموال الشعب التي ستصرف على العاهرات وعلى الشواذ الذين سيجلبهم صديق الملك منير الماجدي. وإذا كان المثل الشعبي يقول "إلى شبعت الكرش كول لراس يغني" فإننا هنا في المغرب لم نصل بعد إلى شبع بطوننا لأنه لا تزال فئة عريضة من الشباب حاملي الشهادات الجامعية والعليا في براثن البطالة ، ولا تزال الأغلبية الساحقة من المواطنين بدون حد أدنى من الأجور وبدون دخل أحيانا لشهور لقلة فرص العمل.. بالمقارنة مع استفادة فئة قليلة من العائلات التي استحوذت على جل ثروات البلاد شرقا وغربا وجنوبا وشمالا.. فجوعوا الشعب المقهور الذي لا حول له ولا قوة وأذلوه واحتقروه وألصقوا به كل التهم: فإذا تحركتَ لطلب حقكَ نعتوك بالانفصالي، وإذا عارضت موازين فأنت إرهابي ورجعي وظلامي ، وكأنهم هم الذين يتصفون بصفات المواطن الصالح. إن الأحداث الأخيرة خاصة ما وقع يوم 22 ماي 2011 بالرباط والدار البيضاء وغيرها من المدن المغربية من قمع همجي للمتظاهرين السلميين من طرف آلة القمع المخزنية لخير دليل على أن النظام البصراوي لا يزال متجدرا في عقول الحرس القديم الذي لا يريد إصلاحا في المغرب.. فهم يعملون ليل نهار على إبقاء الوضع على ما هو عليه.. فقد قاموا بافتعال أحداث مراكش الأخيرة من أجل التشويش على تحركات الشباب ، ولكن هيهات لهم ذلك ، فقد وجدوا شبابا واعيا لم ولن تمر عليه ألاعيبهم التي أصبحت بادية للعيان.. فتحرك الشباب في شمال المغرب وجنوبه داعين إلى محاكمة كل من الهمة والماجدي والعنيكري وأزلامهم باعتبارهم السبب في هذه الأحداث وطالبوا بمحاكمتهم وعزلهم عن الساحة السياسية والاقتصادية للبلاد.. وأمام تزايد وثيرة الاحتجاجات واتساع رقعتها بل وتغير نبرتها ،فلأول مرة في المغرب يخرج المغاربة عن الصمت الدفين في ملامسة بعض مقدسات البلاد فتراهم يرفعون شعارات تمس الملكية بل وصل بهم إلى اعتراض موكب الملك بعد خروجه من صلاة الجمعة.. وأمام هذا التحدي لهؤلاء الشباب وجد الحرس القديم أن الخناق أصبح يشتد حول رقابهم فأعطوا أوامرهم لوزير الداخلية الذي يأتمر من وراء حجاب من طرف لوبيات تعمل في الخفاء من أجل فض كل الاعتصامات بالقوة وبكل أشكال العنف ، فلم تجد وزارة الداخلية بدا إلا أن تنصاع وراء إملاءات ساداتها فتراها تنهال على المتظاهرين بأنواع الركلات والضربات والهراوات والاعتقالات أمام مرأى من كل العالم ... وقد وصل بوقاحة وزارة الداخلية إلى أن تدنس رجال التربية والتعليم ، فتنزل بالضرب والشتم على السادة الأساتذة المعتصمين والمطالبين بحقهم في الرباط فتجد آلة القمع المخزنية لا تفرق بين كبير ولا صغير فقد نسوا أنهم كانوا تلاميذ لهؤلاء الذين يبنون المستقبل والبلاد ولكن صدق من قال : علمته الرماية فلما اشتد عوده رماني بعد كل هذا نجد انه لاشيء تغير في المغرب فالرشوة في تزايد، والصحة في أرذل مستوياتها ، والقضاء يكيل بمكيالين بل بمكاييل، و التلفزة المغربية في سبات عميق تنشر الرذائل والأفلام الإباحية والعري والفجور.. والقنوات الرسمية التي تدفع أموالها من عرق الشعب المغربي المقهور تجدها ملأ بالأغاني وكأن المغرب لا يعاني من مشكل ولا جوع ولا بطالة، لسان حالهم يقول:" قولوا العام زين". ولعل ما يثير الدهشة أن كل ما وقع في العالم العربي من ثورات، تجد أن المغرب كأنه لا ينتمي لهذه الدول أو كأنه في كوكب آخر، فالإعلان عن الإصلاحات وحده لا يكفي ، فلابد من عمل يدل على صدق ما تم التعهد به . أما وأن تعلن عن بدء مرحلة جديدة ثم تجد أن القمع هو القمع والفساد هو الفساد بل والاستهتار بأرواح المواطنين المغاربة الذين قضوا في تفجيرات مراكش فتنظم مهزلة ''موازين'' رُغما عنهم وتحد لهم فهذا يعتبر تحد خطير للشعب المغربي... وما لا يعرفه هذا اللوبي أن الشعب المغربي لن يتنازل عن مطالبه في الإصلاح ، فالرغبة في التغيير وفي تحسين مستوى العيش الكريم للمواطنين متجدر في كل العقول مهما كانت التخوفات، فحاجز الخوف بدأ يتراجع تدريجيا ، أما آلة القمع المخزية و المخزنية لن تزيد الشعب إلا إصرارا ومضيا إلى الأمام ، ولتكن لكم في مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا خير دليل "لمن كان له قلب أو ألق السمع وهو شهيد"... دعوتي إلى كل الحكماء في النظام المغربي والى كل الشرفاء: أفيقوا من سباتكم وأبعدوا عنكم لوبيات الفساد الذين يريدون توريطكم لتحقيق مآربهم، طهروا بلادكم منهم واسمعوا إلى صوت شعوبكم فالشعب لن يضيع من يخدمه ولن يخضع لمن يهينه أبدا.... وكلمي إلى الشعب المغربي العريق، أن خفافيش الظلام في النظام المغربي يعملون من خلال مهرجان الذل والعار '' موازين'' إلى جس نبضكم ومعرفة مدى وعيكم ، فحضوركم لمثل هذا المنكر هو مصيدة لكم وتحطيم لجهود إخوتكم في النضال الذين يعملون على الدعوة إلى تحسين أوضاعكم فقاطعوا هذه المهزلة وحاربوها بكل الوسائل ... والذين سولت لهم أنفسهم بالحضور وتبذير أمواله في مثل هذا الهراء عليهم أن يتوبوا إلى الله تعالى وأن يعملوا شيئا كإفشال سهرة(شاكيرا) -شرف الله قدركم- بما يستطيعون كرميها بما لديهم من قشور الموز والبيض الفاسد وغيرها من الوسائل ولتكن لكم بصمة من أجل مغرب صالح فالتاريخ لا يرحم..