أعلَن النشطاء المدانين في ما بات يعرف بمحاكمة معتقلي “حراك الريف”، الدخول في اضراب مفتوح عن الطعام كتعبير عن رفضهم للأحكام القاسية التي أيدتها محكمة الاستئناف بالدار البيضاء. ويأتي الاضراب الذي أعلن عنه المحكومون، تفاعلا مع خطوة قام بها القيادي في الحراك ناصر الزفزافي، كأول رد فعل منه على الأحكام الاستئنافية في حقهم. الاضراب يأتي أيضا احتجاجا على ما قال معتقلي الحراك، أنها مضايقات يتعرضون لها داخل السجن المدني بعين السبع بالدار البيضاء. ونقلت صحيفة “هسبريس” عن مصدر وثيق، أن المعتقلين في “سجن عكاشة” بعين السبع بالدار البيضاء، أقدموا على على هذه الخطوة الجماعية، كتصعيد إسوةً بما أقدم عليه متزعمو احتجاجات الحسيمة، ناصر الزفزافي ومحمد حاكي، اللّذان قاما بخياطة فميهما بالإبرة والخيط. وأقدم الزفزافي المحكوم ب20 سنة سجنا، ومحمد حاكي المحكوم ب15 سنة سجنا، على خياطة فميهما، احتجاجا على الأحكام التي وصفاها ب”الباطلة” وضد استمرار العمل بمرسوم يعود الى أواخر الخمسينات يعتبر منطقة الحسيمة منطقة عسكرية. ونقل والد الزفزافي، على لسان أحد رفاق ابنه المعتقلين، رسالة ابنه التي جاء فيها أن اقدامه على خياطة فمه “تأتي لإيماني في حقي في الحرية، ورفضاً للعسكرة واغتيال واختطاف الأطفال والريفيين والريفيات، بالإضافة لرفض إدارة السجن منحي الملف الطبي”. وقال والد الزفزافي، إن قرار ابنه خوض إضراب مفتوح عن الطعام، هو تنفيذ لما سبق أن وعد به قبل صدور الأحكام ضده وضد رفاقه. وكان الزفزافي أكد أنه “إذا ما حكمت محكمة الاستئناف عليه بنفس الحكم الابتدائي، فإنه لن يتردد في خوض إضراب عن الطعام إلى الموت”. واعتبر ان اقدام المعتقلين على خياطة الفم، قرار طبيعي، بالنظر إلى مشاعر الاحتقان والإحباط التي تعتري المعتقلين بعد الأحكام الصادمة والجائرة في حقهم في مرحلة الاستئناف، على حد تعبيره. وحذر والد الزفزافي من أن “هذه الأحكام لن تسفر سوى عن تصعيد المواقف والزيادة في الغضب بمنطقة الريف”. رسالة الزفزافي التي تداولتها عدة منابر مغربية، وجهها إلى الرأي العام والحقوقيين، ونبه فيها الى أن الأيديولوجيات هي التي تفرق أبناء الوطن الواحد، معتبرا أنها، حسب الرسالة “لا تصنع إلا التشرذم والتفرقة” مضيفا أن ذلك هو “أكثر ما ينخر جسد الريفيين ويشله عن الحركة ويجعله عاجزاً عن المضي قدماً نحو تحقيق أبنائه وبناته مطالبهم المشروعة”.