لا بد من طرح السؤال الجوهري في هذه المرحلة وهو هل ستحقق الثورات العربية آمال وطموح الشباب الذين صنعوا هذه الثورات!؟ توصلت دراسة متعمقة إلى أن الشبان العرب يتوقون للتغيير لكن أحلامهم الاقتصادية تعوقها المجتمعات التي لا تعترف بإمكاناتهم الضخمة. وأجرت مؤسسة جالوب استطلاع الرأي الذي شارك فيه أكثر من 16 ألف شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما من 20 دولة بالشرق الأوسط وشمال افريقيا قبل موجة الاحتجاجات التي تجتاح المنطقة منذ أشهر قليلة. وكشف الاستطلاع أن سلوك الشبان العرب تغير بشدة عام 2010 عما كان عليه في آخر مرة أجري فيها الاستطلاع وكان ذلك عام 2009. وتركز غضبهم من مستوى معيشتهم خاصة توفير سكن بأسعار معقولة. وقال شبان من 20 دولة من بينها دول شهدت أو تشهد اضطرابات مثل البحرين ومصر وليبيا وتونس إنهم شعروا بأنهم غير قادرين على الاندماج اقتصاديا بشكل كامل مع مجتمعاتهم على الرغم من طموحاتهم الكبيرة في قطاع الاعمال. وجاء في تقرير الدراسة "على الرغم من أنهم من أحسن الاجيال صحة في المنطقة وأفضلها تعليما فإن الشبان العرب مازالوا يواجهون صعوبات في الوصول الى فرص عمل في المؤسسات التجارية". وخلص التقرير أيضا أنه خلافا لما ترصده النظم التقليدية عن نمو الناتج المحلي الإجمالي وما يشير إليه من نمو اقتصادي ثابت في بعض الدول فإن منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ما زال بها واحد من أعلى معدلات البطالة بين الشبان في العالم. وقال مارتي اهتيساري الرئيس السابق لفنلندا والحائز على جائزة نوبل للسلام "التقارير التي تفيد بانتعاش اقتصادي لا تعكس الديناميكيات الحقيقية في الدول". وأضاف "نحن بحاجة للنظر إلى ما يفكر فيه الجيل الأصغر سنا وان نفهم أن من المهم إشراكه اقتصاديا". وأشار استطلاع الرأي إلى نقاط إيجابية أيضا حيث نما استخدام الهواتف المحمولة في المنطقة أكثر من أي مؤشر آخر وارتفعت نسبته من 79 في المئة عام 2009 إلى 89 في المئة عام 2010 كما نما توفر الانترنت. واعتبر استخدام الهواتف المحمولة للدخول على مواقع الكترونية مثل موقع تويتر للتدوين المصغر وراء حشد الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بالرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك وأدت إلى صراع مسلح في ليبيا. وفي تأكيد على استعداد الشبان للمشاركة أظهر الاستطلاع أن عددا أكبر منهم أبدوا استعدادهم للتدريب مجددا على عمل جديد إذا ظلوا بدون عمل لستة شهور على الأقل".