أعلن المعتقلون السياسيون في سجن عكاشة المدني بالدار البيضاء على خلفية الحراك الذي تشهده مناطق في الريف المغربي، عن دخولهم في اضراب مفتوح عن الطعام انطلاقا من يوم 17 تموز/ يوليو الجاري تحت شعار ” الحرية أو الشهادة”. وأكد ممثل المعتقلين، محمد جلول في رسالة بخط يده اطلعت عليها “رأي اليوم” أنهم لا يقبلون المساومة “على قضية الريف ومطالبه العادلة والمشروعة”. ونددت الرسالة ب”القمع″ ال الذي يتعرض له المتعاطفون مع الحراك على المستوى الوطني والأحكام القاسية في حق نشطاء الريف والتهم الثقيلة الصادرة في حقهم، مشددا على انهم لا يسعون الى الابتزاز والمزايدات وانهم يريدون حقهم العادل فقط. وطالب القيادي المعتقل، الدولة باخلاء جميع “مظاهر العسكرة” والافراج عن المعتقلين ووقف المتابعات في حقهم، داعيا أيظا الدولة الى تقديم “إعتذار رسمي لأهلي الريف حول شتى أشكال الانتهاكات التي تم اقترافها في حقهم تاريخيا والاستعداد الجدي لإنصاف المنطقة”. وتفاعلا مع الدعوة التي شاركت في اطلاقها فعاليات مغربية لتنظيم مسيرة وطنية يوم 17 تموز الجاري، أصدرت لجان الحراك الممثلة ل17 منطقة في الريف بيانا مشتركا استعدادا للمسيرة. ودعت الى وحدة الصف من أجل اطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية التطورات التي عرفتها المنطقة، والاستجابة الى كافة المطالب التي رفعت منذ انطلاق الحراك، منددة بالممارسات العنيفة وغير القانونية لعناصر السلطة في حق المحتجين والنشطاء. كما عبرت لجان الحراك الشعبي باقليم الريف عن رفضها كل محاولة للتوظيف السياسيوي للمطالب ولمعاناة المعتقلين وعوائلهم. وأدانت ما وصفته ب“القمع المخزني الهمجي والاعتقالات والمتابعات والتهديدات التي يتعرض لها نشطاء الحراك الشعبي وكافة المنطقة في تذكير مقصود بمسلسل الانتهاكات الجسيمة لحقوق”. وأعلن البيان الذي حصلت عليه “رأي اليوم” أن اللجان المشاركة في الجمع العام اتفقت على تنظيم تظاهرات موحدة في مختلف مناطق الريف يوم الاثنين القادم دعما للاضراب عن الطعام الذي سيبدأ في نفس اليوم، داعية جميع داعمي الحراك داخل المغرب وخارجه إلى خوض احتجاجات تضامنية في نفس اليوم دعما للمعتقلين ومن أجل المطالبة بإطلاق سراحهم “الفوري دون قيد أو شرط”. من جانبها أعلنت نوال الزياني شقيقة “سيليا” (وسيلة الزياني) أحد الوجوه المعتقلة البارزة، أن شقيقتها دخلت اليوم السبت في اضراب مفتوح عن الطعام. وكتبت شقيقتها على حسابها بفيسبوك أن “سيليا” اتصلت بها وأخبرتها أنها دخلت ابتداء من السبت، في إضراب عن الطعام والشربّ، مضيفة أنها أكدت لها استعدادها “للموت شهيدة”. وعن مدى توقعهم لنجاح تظاهرة 17 تموز/ يوليو نقل موقع “أنوال بريس″ المحلي عن أحد القياديين الحاليين الميدانيين للحراك وأحد منظمي اجتماع اللجان، أن نجاح هذه الخطوة بعد فشل محاولات سابقة ستجعل الحراك بالريف يعيد توازنه على مستويات عدة، وذلك بإشراك الجميع في في مصير الحراك.