انتهت كل المراحل التمهيدية لانطلاق "مسابقة أمير الشعراء" التي تُنظم في نسختها السابعة بالامارات العربية المتحدة والتي ستنطلق نهائياتها بعد أيام قليلة بتأهل عشرين شاعرا وشاعرة من معظم دول العالم العربي.. ولإن كنا هنا لا ننكر دور هذه المسابقة في إنعاش المشهد الشعري في تجلّيه العمودي والتفعيلي، فإننا لا نستطيع التغاضي عن بعض الأمور التي تسيء للشعر والشعراء في هذه النسخة وفي غيرها ممّا سبق، وهي شكوك تحوم حول المسابقة منذ انطلاقتها سنة 2007 تتمثّل في اعتماد معيير لا تمتّ كثيرا -ولا قليلا في الحقيقة- إلى الشعر.. نحن هنا لا نتحدث عن أمور تقنية مثل وجود نفس اللجنة في كل نسخة، واعتماد الرسائل القصيرة لترجيح كفة شاعر عن آخر، فبالإضافة إلى استبعاد بعض الشعراء المحسوبين على مذهب معيّن ظلما وعدوانا، كان الميل لاستقطاب أكبر عدد من الإناث في المسابقة أمرا لا تخطئه العين، وهو إجراء كان على حساب إقصاء شعراء حقيقيين مّمن لم يشملهم الإقصاء المذهبي على شاكلة "من لم يمت بالسيف مات بغيره".. وقد تمخّضت الإقصائيات التمهيدية عن وجود عشرة شعراء وعشر شواعر بالضبط، حُشِرت بعضهنّ حشرا في قائمة المتأهلات فقط ليُقال أن المرأة العربية حاضرة في المشهد الإماراتي الشعري، في ضوء بوادر تهييء إحداهنّ للفوز باللقب، وهذا لم يكن سرّا في تصريحات المسؤولين وأعضاء اللجنة والمعلّق على حلقات الإقصائيات التمهيدية الذي يقع في أخطاء نحوية كثيرة في برنامج مرتبط باللغة، وتصريح الناقد المصري صلاح فضل حين قال "كفانا رجالا".. كأنّ الأمر يخضع لإرادة اللجنة وليس للكفاءة الشعرية.. لكن ماذا عن غياب المرأة عن عضوية اللجنة منذ انطلاق هذه المسابقة، وغيابها عن تنشيط المهرجان إلا في نسخة واحدة بالمناصفة.. والسناريو الأرحج -والذي نرجو أن تخيّب المسابقة ترجيحنا له- أن الطريق ستُهيّأ لتفوز امرأة باللقب خصوصا حين تكون بين المتأهّلات من لها دراية معقولة بالشعر، أما إذا كنّ جميعا ضعيفات شعريا فستعمل اللجنة والمنظمون على الأقل على أن تفوز امرأة بالرتبة الثانية أو الثالثة في أسوأ تقدير.