عندما يتساوى الليل والنهار يعرف الناظر أن فصل الربيع قد دخل،وعندما تصوت معظم الدول الافريقية على قرار عودة المغرب للاتحاد الافريقي ، يدرك المحلل المحقق والمدقق أن ربيع افريقيا بدوره قد دخل. لم تكن قمة افريقية عادية على غرار سابقاتها، فللمرة الأولى منذ أزيد من ثلاثين سنة يحضر الملك عند الافارقة ، ليقف بينهم مهنئًا بالعودة الميمونة للحضن الافريقي. فى تلك الساعة كان المغرب يتجلى عبر ملكه لكل الأفارقة ملك يسأل ألاشقاء أن يتجاوزا الخلافات ويقفزوا على الصراعات، ملك يحلم لقارته أن تشرق بأنوار الحضارة والتآخى والإنسانية على العالم أجمع. الحقيقة أن الامر لم يكن سهلاً ميسّراً،فالشقيقة الجزائر ومن لفّ لفّها قد أجادت العزف من أجل منع عودة المغرب للحضن ألإفريقي كما يحدثنا مؤخراً إعلامها، كما أجادت خلط الاوراق من خلال ترويج مغالطات على أن عودة المغرب هو اعتراف بالبوليساريو، الأمر الذي يعدّ مخاتلة عقلية ترمي إلى خلق حالة من الارتباك في صفوف المغاربة وإثارة الرأي العام الوطني ،لكن الفشل كان حليفهم فالمغرب عاد رغم أنف الجزائر ومن يحركها. هذه المرة لن تمضى المغرب بمفردها، بل ستجد غالبية- كنا نأمل أن يكن كل- دول أفريقيا فى صفها، بما يعنى أن المشهد قد تغير،الشيء الذي سيسهل من مهمة الأفارقة فى التواصل مع الأممالمتحدة، واستصدار قرارات أممية من مجلس الأمن،والتعاون افريقي-افريقي. يقال أن الأمم تنهض مع نهضة أحلامها السياسية ،لدى فإن عودة المغرب للاتحاد الافريقي كانت واحدة من الأحلام التى راودت خواطر الأفارقة وها قد فعلها المغرب ولذا كان من الطبيعى أن يفرح الجميع ويهتف بعودة الاخ والصديق. ختاماً،المغرب لن يكون طريقه ميسرا أو معبداً، فالكارهون والمتربصون على كل الجوانب ، غير أن الأخذ بزمام المبادرة هذه المرة افريقيا - افريقيا، دون استئذان من أحد، أمر سيجبر الآخرين على إعادة تقديرهم للموقف، مهما حاول الآخرون وضع العصى فى الدواليب. اخر الكلام:يجب أن يكون المستقبل هو الشغل الشاغل لكل الاعضاء حتى يتسنى بناء افريقيا حديثة بعيداً عن الكراهية ورفض الاخر.