بلغ عدد المتهمين المستقدمين من سجون المملكة في قضايا مكافحة الإرهاب يوم الخميس 3 نوفمبر 2016 حوالي 160 متهم ما بين محالين على غرفة التحقيق في سياق الاستنطاق التفصيلي وأمام غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، والتي عملت على تأجيل أغلب الملفات لتعيين محامين للمتابعين في إطار المساعدة القضائية، من خلال مراسلة نقيب هيئة المحامين بالرباط، باعتبار أن الإنابة في المساعدة القضائية أضحى مؤدى عنها بموجب مرسوم، لكي يستفيد منها جميع محامي الهيئة، وتفادي الاحتجاج من خلال تعيين محامين بشكل مباشر. في هذا الصدد احتج بعض المتهمين على تأخير ملفاتهم رغم رفضهم تكليف محامي للإنابة عنهم بالأصالة، مما دفع رئاسة الهيئة القضائية للتأكيد على أن تعيين محامي مسألة ملزمة بمقتضى القانون في القضايا الجنائية، ومطالبة كاتب الضبط بتضمين محضر الجلسة كلمة نابية "التبرهيش" تفوه بها متابع آخر ملف من أجل تعيين محامي له. وناقشت ذات الهيئة ثلاثة ملفات توبع فيها ثلاثة أظناء، الأول “طالب” من مواليد 1992 بالرباط، حكم بخمس سنوات سجنا نافذا، والذي كان قد اعتقل بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء بعد ترحيله من قبل السلطات السودانية يوم 24 دجنبر 2015، والتي اعتقلته لمدة شهرين، لكونه كان يريد الالتحاق بتنظيم "داعش" في ليبيا، بعد رحلة قادته إلى تركيا بغية التسلل إلى الأراضي السورية، إلا أن أحد نشطاء هذا التنظيم نصحه بتغيير وجهته صوب فرع تنظيم “الدواعش” بليبيا، تبعا للمنسوب إليه تمهيديا. كما حكم بنفس العقوبة على متهم آخر وجهت له تهم تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، وتحريض الغير وإقناعه بارتكاب أفعال إرهابية، والإشادة بأفعال تشكل جريمة إرهابية، والإشادة بتنظيم إرهابي. أما المتهم الثالث، بائع متجول، من مواليد 1980، فحكم بثلاث سنوات حبسا نافذا، لأنه يحمل أفكارا متطرفة وموال لتنظيم "داعش"، حيث قام بالإشادة بالأحداث الإرهابية التي شهدتها فرنسا يوم 13 نوفمبر 2015، وينشط في هذا المجال عبر شبكة الإنترنيت، خصوصا على مستوى حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، وفق صك الاتهام. من جهة أخرى أعلن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أنه فكك يوم الجمعة 4 نوفمبر 2016 خلية إرهابية مكونة من خمسة متطرفين مناصرين لتنظيم "داعش"، والذين كانوا ينشطون بمدينة تطوان، طبقا لقصاصة وكالة المغرب العربي للأنباء. وذكر بلاغ لوزارة الداخلية أن التحريات الأولية أكدت أن أفراد هذه الخلية الإرهابية كانوا يخططون للالتحاق بمعسكرات هذا التنظيم المتطرف بالساحة السورية العراقية ،أو بفرعه بليبيا، قبل أن يقرروا إعلان “الجهاد” بالمملكة، تنفيذا لتعليمات قادة هذا التنظيم الإرهابي. وأضاف المصدر ذاته أن المتابعة الأمنية كشفت في هذا الإطار، مدى الانخراط الكلي لعناصر هذه الخلية في الأجندة التخريبية التي سطرها هذا التنظيم الإرهابي، وذلك من خلال سعيهم الحثيث لتنفيذ عمليات إرهابية خطيرة بالمملكة، بعدما قام بعض المشتبه فيهم بعمليات مراقبة وترصد لأهداف حساسة بمدينة تطوان تحضيرا لاستهدافها في مخططهم التخريبي. وأوضح المصدر في ذات السياق، أن المشتبه فيهم دأبوا على القيام بتداريب شبه عسكرية بالغابات المجاورة لمدينة تطوان من أجل الرفع من جاهزيتهم القتالية. وذكر البلاغ بأن هذه العلمية تندرج في إطار رصد الخلايا الإرهابية المرتبطة بما يسمى بتنظيم “الدولة الإسلامية”، وأنه سيتم تقديم المشتبه فيهم أمام العدالة فور انتهاء البحث الجاري معهم.