بمناسبة انتهاء العملية الانتخابية و صدور النتائج النهائية الرسمية، يسرني كمواطن محب لوطنه حدَّ العشق، غيورٍ عليه حدَّ الخوف، أن أقدم للجميع تهنئتي الخاصة هذه: - أهنئ كلَّ من قام بدوره خلال فترة الإنتخابات أحسن قيام، و اسْتَحضرَ جَسامة المسؤولية التي عليه. - أهنئك أيها المواطن الحر .. سواء كنتَ مترشحاً أو منتخباً أو حتى مقاطِعاً باقتناع مع اختلافي معك، والاختلافُ لا يفسد للود قضية. - أهنئ كل من صوَّت بعد تأمل واجتهادٍ مَبنيٍّ على استجماعِ الأدلة و الحجج، بعيدا عن أي تبعية أو ردود أفعال غير ناضِجة. - اهنئ كل من أرَّقه القرارُ ليالٍ و أضْنتْه الحيرةُ أياماً، ليس لضعفِ حِنكةٍ أو قِلةِ معرفةٍ أو جهلٍ بالسياسة، وإنما لثِقل الشهادةِ و حساسيةِ المرحلة، قَبْل أن يَحسِم في الأخير موقفه بِما رَجح عنده أنه الأقربُ للصواب ، فإن أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجرٌ واحد. - أهنئ لكل من شارك بمسؤولية مع باقي إخوانه من أبناء الوطن في تحديد مستقبل وطنِه لخمس سنوات قادمة. - اهنئ كلَّ من نجح في الامتحان و لم يَبِع ولم يشتر صوتا بمالٍ أو مصلحةٍ شخصية، ولم يستحضر سِوى معيارَ المصلحة العليا للوطن فجاء قرارُه وفاءً لوطن أعطاه وارتقى به و رُبما جعله عَلَمًا بين الناس. - أهنئ كل الذين فازوا بثقة المواطنين بشرفٍ دون استمالتهم بمالٍ أو إِغراء أو استغباء ! حتى الذين لم يُسعفهم عددُ الأصوات التي حصلوا عليها للفوز بمقعد في البرلمان، لأنهم فازوا بشرف العفة و تاج الإحترام. - أهنئ الوطنَ على اختلافِه الصحي، وعلى تنوعِه الجميل، وعلى انتقاءه الهادئِ الأجملْ. - أهنئ المواطنين الذين قَلَّصوا الفُسيفساءَ البرلمانية من 19 حزبا الى 12 فقط، و مَنَعُوا بَلْقنَة البرلمان، مُتَمَنِّيا أن يتم تقليصُها أكثر في الانتخابات المقبلة، لنتجه نحو أقطاب حزبية كبرى تُسَهِّلُ على المواطنين القدرة على الاختيار على أُسس المدرسة الأيديولوجية والسياسية للأحزاب، وعلى أدائها السابق وبرامجها اللاحقة. - أهنئ "الساقطين في الإنتخابات" من الأحزاب الوطنية التي تهاوتْ إلى مستويات مُتدنية من حيت الأصوات، إن استطاع قادتها وقاعدتها الجلوس بتواضع وحِكمة على طاولة النقد الذاتي لأخد الدروس و العبر، و مراجعةَ تصوراتهم و ممارساتهم لمواكبة ما يحدث في المجتمع من تطور فكري وديمقراطي، والبحث عن أسباب البون بينهم و بين احتضان الشعب لهم، تأهيلا للفعل والفاعل السياسيين على السواء. فالوطن محتاج إلى كل أطيافه شرط معانقتهم لقيم الوطن و همومه و انتظاراته، و التقاط انتقادات المواطنين بعيدا عن المصالح السياسوية الضيقة. - أهنئ الفائزين بالأغلبية، و أتمنى أن تُشكَّل حكومة تستحضر مطالب الشعب كل الشعب وليس فقط نسبة مئوية معينة منه ... فأي مواطن خرج يوم 7 اكتوبر وصوَّتَ يَسْتَحِقُّ ثمار الديمقراطية، ومن حقه أَنْ يُسمَع صوتُه أيّاً كان الحزب الذي أعطاه هذا الصوت. - هنيئا للشعب على ما أنجزه... و صبْرا له على ما لمْ يستطع إنجازه، فأكيد هناك الشيءُ الكثيرُ مِمَّا أراده هذا الشعب الذي يئِن في صمتٍ و صبر، غيرَ هكذا أو أحسنَ من هكذا و تمنَّاه ... وإنَّ غدا لناظره لقريب.