يلعب الإعلام في المجتمع دورا هاما وجوهريا،من حيث تعبئة الرأي العام بالأخبار والمعلومات التي من خلالها تتعبأ المجتمعات ويتبعها اتخاذ القرار، ومن ثم التنفيذ ,يطلق على وسائل الإعلام بما فيها المقروء والمرئي والمسموع اسم:"media" من صحف ومجلات, ونشرات إعلامية, وتلفاز, ومذياع, ومواقع إلكترونية. تعمل كل هذه الوسائل على إثراء وجدان وعقول الجمهور المتلقي، مما يزيد من مدى ثقافته وتأهيله وإدراكه وبالتالي تفاعله مع المجتمع الذي من حوله. وكأي فئة من فئات المجتمع يطمح الشخص في وضعية إعاقة الى التواصل وتجاذب أطراف الحديث مع من يراهم من وجهة نظره نصفه الأخر ليشاركهم همومه ومشاكله اليومية في محاولة لكسر الألم بالأمل,حيث تحتل شبكات التواصل الاجتماعي مكانة مهمة يستطيع الشخص في وضعية إعاقة من خلالها إبراز ذاته ومؤهلاته التي تنكر لها مجتمعه بقصد أو بغير قصد. فالإعلام يعالج قضية الاعاقة من محورين إثنين: -المحور الأول: الإعلام والتوعية:يتبنى جل المهتمين بقضايا الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة فكرة دور التوعية،سواء فيما يتعلق بالحد من الإعاقة، أو توعية المجتمع تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة. فبالنسبة للتوعية للحد من الإعاقة،فإن المعول الأول على الإعلام الصحي, باعتبار أن أكثر أسباب الإعاقة ذات صلة وثيقة بهذا المجال، ولذا فإن حملات التوعية المستمرة الموجهة لعموم المجتمع، بصدد مسائل محددة، من شأنها أن تعدل بعض السلوكيات الضارة، التي يمكن أن تؤدي إلى إعاقات، وبالتالي فإن التوعية لا يكون لها أثر عام وبعيد المدى وحسب، بل يمكن أن يكون لها أثر ملموس في مسألة محددة وفي مدى زمني متوسط (أو قصير). -المحور الثاني: الإعلام ودوره في عرض قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة: بدأ يتشكل تخصص جديد في مجال دراسات الإعاقة (Disability Studies) والتي انطلقت من عدد من التخصصات الأخرى، مثل الدراسات الصحية، والتربية الخاصة، ودراسات التأهيل وغيرها من التخصصات، والإعلام هو أحد التخصصات التي ينبغي أن تقترب من دراسات الإعاقة والتربية الخاصة؛ وفي مقدمتها قضية التوعية، وقضية الاتجاهات السلبية، التي تتراكم لتشكل عقبات وصعوبات تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة ومؤسسات الإعاقة في تحقيق أهدافهم في تحسين صورة ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع. ويبقى الإهتمام بموضوع الإعاقة محدود منوط بالمناسبات، والأعياد الوطنية والعالمية كما يؤكد ذلك إفتقار محرري الصحف للمعرفة الواضحة بمسميات ومصطلحات الإعاقة ما قد يؤثر سلباً في اتجاهات جمهور القراء نحو الأشخاص انفسهم خاصة في ظلّ وجود فجوة بين الإعلاميين والتربويين المتخصصين في مجال التربية الخاصة من حيث تبادل الآراء والخبرات.