اهتزت بلجيكا صباح اليوم على وقع انفجارات بكل من مطار بروكسل الدولي ومحطة قطار الانفاق وخلف سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح. قبل أيام قليلة تنفست بلجيكا الصعداء نسبيا عندما وضعت قوات الأمن اليد على صلاح عبد السلام بعد مطاردة دامت أكثر من أربعة أشهر للاشتباه في أنه لعب دورا لوجستيا محوريا في الهجمات التي هزت العاصمة الفرنسية باريس يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني وتبناها تنظيم الدولة الإسلامية. في أعقاب تلك الهجمات الدامية، اتجهت الأنظار إلى بلجيكا وتحديدا حي مولنبيك في العاصمة بروكسل لأن أغلب المشتبه فيهم انطلقوا من هناك، ولأن ذلك الحي التي تقطنه غالبية من المهاجرين كان خلال السنوات الماضية منطلقا لكثير من الهجمات في مناطق متفرقة من العالم. اليوم تعود بروكسل إلى الواجهة، لكن في قلب الحدث بسقوط عشرات القتلى والجرحى جراء سلسلة انفجارات استهدفت عدة نقاط حساسة بينها مطار زافينتم، ومحطة لقطار الأنفاق وسط ما يعرف بالحي الأوروبي وتحديدا بين مقري المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي. هدا وعلنت وكالة أعماق التابعة ل تنظيم الدولة الإسلامية مسؤولية التنظيم عن هجمات بروكسل، بينما نقلت وسائل إعلام بلجيكية عن مصادر أمنية أن قوات الأمن عثرت على أسلحة في مطار بروكسل، في حين يستمر إخلاء المطار وأماكن أخرى إستراتيجية بالمدينة بعد الهجمات المتزامنة التي أدت إلى مقتل وإصابة العشرات صباح اليوم. وقال تنظيم الدولة إن مجموعة من مقاتليه نفذوا هجمات بعبوات وأحزمة ناسفة استهدفت كلا من المطار ومحطة المترو الرئيسية بالعاصمة البلجيكية.
وأوضح أن المهاجمين أطلقوا نيران أسلحتهم داخل مطار زافنتم قبل أن يفجروا أحزمتهم الناسفة، وأكد أن الهجوم على محطة مترو مالبيك نفذه شخص فجّر حزاما ناسفا. ووفقا لتنظيم الدولة، فقد أسفرت الهجمات عن سقوط أكثر من مئتين وثلاثين بين قتيل وجريح.
يأتي ذلك في وقت نشرت فيه وسائل إعلام بلجيكية صورة لثلاثة أشخاص يحتمل تورطهم في تفجيرات مطار بروكسل وتظهر الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة لمطار بروكسل, ثلاثة مسافرين اثنان منهم بالزي الأسود, وبحوزتهم حاملات الحقائب حيث يجري التحقق من هويتهم.
وفي بيلاروسيا، أعلن جهاز أمن الدولة أنه يجري تحقيقات في احتمال ضلوع ثلاثة من المواطنين بتفجيرات بروكسل اليوم. وقال الأمن إن المشتبه فيهما هما الشقيقان ألكسي وإيفان دوفباش، اللذان هاجرا إلى بلجيكا عام 2008 واعتنقا الإسلام هناك، بالإضافة إلى الداغستاني مارات يونوسوف. وأوضح جهاز أمن الدولة أنه حذر السلطات البلجيكية من إمكانية وقوع عمل "إرهابي" في بروكسل، ينفذه مقاتلون من تنظيم الدولة. من جهتها ذكرت فيه قناة "آر تي بي أف" البلجيكية أن الشرطة عثرت على بندقية كلاشنكوف بالمطار، بجوار جثة أحد الأشخاص، كما تم العثور على حزام ناسف، بينما تفحص الفرقة الخاصة بالمفرقعات عبوة مثيرة للريبة.
كما أفاد تلفزيون" أف تي أم" أن جسما مشبوها تم تفجيره في جامعة بروكسل بعد إخلائها من الطلاب.
وقال مراسل الجزيرة محمود الزيبق إن ما يرجح فرضية وجود أسلحة بالمطار سماع أصوات إطلاق نار صباح اليوم، يرجح أنها كانت من أجل اختراق الإجراءات الأمنية المشددة بالمطار وإدخال كمية من المتفجرات.
وأشار إلى أن مطار بروكسل لن يعاود العمل اليوم، كما أن معظم أجزائه مغلقة كإجراء أمني وقائي، ومن أجل استكمال التحقيقات في الحادث.
وأكد المراسل أن عدة شركات طيران قامت بإلغاء رحلاتها، ما أدى إلى تراجع أسهمها، ولم تسلم أسواق المال من تأثيرات تفجيرات بروكسل، حيث هوت أسهم البورصات الأوروبية، ولا سيما أسهم شركات الطيران والسياحة.
من جهة أخرى، قررت السلطات إخلاء مفاعل "تيهانج" النووي القريب من الحدود مع ألمانيا كرد فعل على الهجمات، وذلك وفق ما ذكرت وكالة الأنباء البلجيكية استنادا إلى مصادر بالشرطة.
مطار بروكسل أغلق في وجه الرحلات اليوم الثلاثاء وحتى إشعار آخر (رويترز) حصيلة الضحايا وكانت حصيلة التفجيرات في مطار بروكسل ومحطة قطار الأنفاق اليوم قد ارتفعت إلى 34 قتيلا على الأقل ونحو مئتي جريح، في أعنف الهجمات التي شهدها بلجيكا التي رفعت تأهبها الأمني إلى الدرجة القصوى.
وأعلن رئيس بلدية بروكسل أن عشرين شخصا قتلوا في تفجير محطة قطار الأنفاق، و106 آخرين أصيبوا بينهم 17 حالتهم خطيرة، بينما أكدت مصادر من الدفاع المدني أن 14 قتيلا و92 جريحا سقطوا في تفجيري مطار بروكسل.
ونقلت وسائل إعلام عن المدعي العام الاتحادي قوله إن أحد التفجيرين نفذه مهاجم "انتحاري". واستهدف تفجير محطة "مالبيك" -على بعد ثلاثمئة متر عن المفوضية الأوروبية- لدى وصول القطار أثناء ساعة الذروة الصباحية، وفور وقوع الانفجارات شلت الحركة في بروكسل، حيث أغلق المطار وأوقفت حركة وسائل النقل. من جانب آخر، ألغت هيئة يوروستار لخدمات القطار السريع تسيير قطارات من وإلى بروكسل بعد التفجيرات. كما أعلنت عدة مطارات أوروبية حالة التأهب وشددت إجراءاتها الأمنية. ورفعت السلطات صباح اليوم مستوى الإنذار من خطر "إرهابي" إلى أقصى درجة بأنحاء البلاد، وقال المتحدث باسم الداخلية جان جامبون إن مستوى الإنذار رفع للدرجة الرابعة، وهي الدرجة القصوى في بلجيكا. ودعت السلطات السكان إلى عدم التنقل، وملازمة أماكنهم. ووصف رئيس الوزراء شارل ميشيل الهجمات بأنها "غاشمة وجبانة" معتبرا أنها "لحظة سوداء في تاريخ بلادنا، وندعو المواطنين للتضامن والهدوء" مؤكدا أنه جرى نشر تعزيزات عسكرية، كما تجري عمليات تدقيق على الحدود. ووقعت التفجيرات بالمطار ومحطة قطار الأنفاق بعد أربعة أيام من اعتقال السلطات صلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس التي راح ضحيتها 130 شخصا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وكانت الحكومة في حالة تأهب لأي عمل انتقامي. وألقت تفجيرات بروكسل بظلالها على العواصم والمدن الأوروبية، حيث أعلنت دول من القارة تعزيز إجراءاتها الأمنية بالمطارات ومحطات القطارات والمناطق الحيوية فيها، ووضعت ألمانيا قوات النخبة على أهبة الاستعداد، كما أدانت عدة دول ومنظمات التفجيرات التي ضربت العاصمة البلجيكية.