عاد سؤال الحرية من جديد إلى ساحة النقاش في المجتمع المغربي من خلال دعوة حركة دعوية للشيح محمد العريفي الداعية السعودي إلى المغرب لإلقاء محاضرة دينية هذه الدعوة التي قامت الدنيا بسببها ولم تقعد من خلال تفاعل حركات وجمعيات لتصدي وشجب الدعوة هذه الجمعيات نصبت الصليب للشيخ وشدت تاريخه بحبال الغلو و(الدعشنة ) وجلدته بكل سوط من سياط الارهاب والتشدد ولعل كل متتبع لهذا النقاش ليتعجب من إزدواجية نوع من خطاب بعض التيارات والجمعيات وبعض البيوت التي أوتيت الحكمة, لا أدري هل تناست هذه الجمعيات وغيرها أم تتناسى أن ضميرها أصيب بالضمور عندما وهبته لشرذمة من المتعالمين والمنتسبين زورا إلى الحكمة تناست بكاءها ونواحها على مصادرة الحقوق الفردية والحرية في المجتمع لتعود اليوم وتريد مصادرة حق الغير في دعوة من يشاء وهو حق يكفله القانون . ثم من باب فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين (سورة ءال عمران هل زيارة (التون جون )كانت زيارة لصلة الارحام وتعميقا للعلاقات الأخوية بما يجره وراءه من عفن وشذوذ في الفطرة و هل كانت دعوة( سيد قمني )مساهمة منه في تعميق الشعور بالانتماء لهذا الوطن والمساهمة في تنميته بما يتطلبه الاجتماع تحت رايته التي تعتبر الاسلام مرجعية دستوره وسيد قمني تسبقه نثانة فكره في تطاوله على دين الاسلام وتحامله على رسوله ثم قاصمة الظهر( جنفير لوبيز) التي أتت معززة مكرمة مدللة كأنها ستنشد من قصيدة الشاعر المغربي محمد الحلوي وهو يبكي سبتة ومليلية : أزفت ساعة عودي للوطن فليمت غاصب أرضي وليجن قلعة كنت وما زلت على قدمي واقفة رغم الخطوب ودمي مازال يجري ثائرا في عروقي لم يعطله نضوب ورجالي مثل ما أعهدهم أسد مكلومة عند الوثوب واحتلال الأرض تنهي عمره ومآسيه إرادات الشعوب لكن الواقع أنها تعرت من ثيابها ورقصت على أخلاق كل حر أبي باسم الفن؟ وعندما تناجى بعض المستضعفين عما لحقهم من العار رفع ضميرهم وحرياتهم وحكمتهم العقيرة منافحين مدافعين بقوة عن الحرية والحداثة تلك كانت حرية وحداثة وهذه تخلف وإرهاب صدق شوقي أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس؟ ثم لا تبرر للعريفي وغيره أخطاءههم وزلاتهم فلكل منا زلات وزلات لكن لايمكن أن نقبل أن نكيل بمكيالين أو أن نقبل الذلة والضعة في ديننا ووطننا وأخلاقنا