رشحت القيادة الاميركية في افريقيا المغرب لاحتضان “مواقع الامن التعاوني” وهو برنامج يتيح للقوات الامنية الاميركية الخاصة التدخل خلال الازمات والوصول الى المناطق الساخنة في غرب إفريقيا. وجاء ترشيح المغرب، وفق ما أوردت يومية “أخبار اليوم” نقلا عن مصادر، ضمن قائمة تضم خمس دول افريقية، وهي الى جانب المغرب، السنغال والغابون وأوغندا وكينيا. وقد وضعت القيادة الاميركية في افريقيا المعروفة ب “أفريكوم” مخططا لاقامت منطقة امنية تحت اسم “مواقع الأمن التعاوني داخل القارة الإفريقية” تضم 11 موقعا جديدا. ووفق ذات المصادر، تبقى دوافع اقامة هذه المواقع العسكرية، مواجهة التحديات المتصاعدة التي تواجه مصالح الولاياتالمتحدة الاميركية في افريقيا والتي تهم “الخطر الإرهابي في منطقتي شمال وغرب إفريقيا”، بما في ذلك كل من المغرب والجزائر وليبيا وتونس وموريتانيا، ودول افريقية اخرى. وعلمت “رأي اليوم” عبر مصادر محلية في موريتانيا، ان العاصمة نواكشوط احتضنت أمس الثلاثاء الاجتماع الخامس لقادة أركان الجيوش الجوية الافريقية، وقيادة أركان القوات الجوية الأمريكية في إفريقيا وأوروبا، تباحث خلاله الجانبان (الافريقي والاميركي) “آلية للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة”، والتي همت مواضيع من بينها عمليات حفظ السلام وردع المنظمات المتطرفة بالإضافة إلى إستراتيجية تنمية القوات الجوية وتأمين المطارات وإضفاء الطابع الرسمي لشبكة رجال الجو الأفارقة. وبحسب مضمون نص بيان صادر عن المؤتمر، تشارك في هذا الاجتماع 21 دولة افريقية بما فيها موريتانيا اضافة الى الولاياتالمتحدة الاميركية، ومن المنتظر ان يلقي الفريق” تيموثي راي” قائد الفرقة السابعة عشرة للقوات الجوية الأميريكية كلمة يختتم بها اشغال المؤتمر في ال 17 من أيلول/ سبتمبر الجاري. وفي ذات السياق كان قد وافق مجلس الشيوخ الاسباني بصفة رسمية الخميس الماضي على قرار بموجبه سيتم اقامة قاعدة عسكرية أميركية تضم 2200 من جنود “المارينز″ الاميركية، في منطقة الاندلس (الجنوب الاسباني). ومن المرتقب ان يتم تشييد القاعدة العسكرية التابعة ل “أفريكوم” شرق مدينة اشبيلية بمنطقة الاندلس، وسيعمل داخل القاعدة نحو 500 مدني، وتهدف الى تسريع وثيرة التدخل في حالة الازمات، اذ سيشمل دورها، وفق مصادر اسبانية، القيام بمهمات أمنية لحماية التمثيليات الاميركية في القارة الافريقية والتدخل في عمليات اجلاء المدنيين في مناطق التوثر. وجدير بالذكر ان المقر الرئيسي لافريكوم يتواجد بشتوتغارت الالمانية، لكن هنالك احتمال وارد حول نقل القيادة الدائمة الى الجنوب الاسباني، وذلك بهدف تقريبها من القارة الافريقية حيث تتمركز القواعد التابعة لها. وقال الجنرال ديفيد رودريغيز قائد القوات الأميركية في إفريقيا (أفريكوم) في وقت سابق من حزيران/ يونيو الماضي، ان الجماعة المقاتلة في ليبيا التابعة لتنظيم “الدولة الاسلامية” قد “أصبحت تشكل خطراً حقيقياً على دول شمال إفريقيا”، اذ اعتبر ان المغرب والجزائر وتونس قد دخلت، حسب بوصفه في “الخط الأمامي للدفاع ومواجهة تنامي نفوذ هذه الجماعة الارهابية في ليبيا”، حيث شدد على ان الولاياتالمتحدة تعمل مع دول شمال افريقيا من أجل تكوين قوات تكون قادرة على مواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية” التي استطاعت أن تتجاوز العراق وسوريا وتصل الى ليبيا، بهدف الحد من تمددها ووقف تدفق المقاتلين الى الاراضي الليبية، وتأمين الدول القريبة من ليبيا من اي تهديدات ارهابية.