تحت شعار “المسرح المدرسي ورش مستمر لإعداد مواطن الغد”، انطلقت، الأمس السبت، بمدينة الداخلة، أشغال المهرجان الوطني العاشر للمسرح المدرسي للتعاونيات المدرسية، وذلك بمشاركة أزيد من 130 مشاركا ومشاركة من بينهم 86 متعاون ومتعاونة صغار، يمثلون تسع جهات مؤهلة بعد اجتيازها الإقصائيات الإقليمية والجهوية. وعرفت هذه التظاهرة الفنية والتربوية، التي تنظمها جمعية تنمية التعاون المدرسي بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة وادي الذهب لكويرة تحت إشراف وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، تنظيم كرنفال جاب أهم شوارع المدينة بمشاركة تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية، والمشاركين والمشاركات في النسخة العاشرة للمهرجان. وستعرض بدار الثقافة تسعة عروض مسرحية، هي “رحلة” لنيابة وادي الذهب، و”حواس” لنيابة آنفا، و”اشهد يا تاريخ” لنيابة سطات، و”دميتي أنا” لنيابة شفشاون، ووطني الأخضر” لنيابة خنيفرة، و”الأعمى في لعبة الغميضة” لنيابة الرحامنة، و”من جد وجد” لنيابة تازة، و”سر مملكة النحل” لنيابة ورزازات، و”جذور” لنيابة كلميم. ويعرف برنامج هذه التظاهرة الثقافية تنظيم ندوة حول “المسرح المدرسي بالجهة من التأسيس إلى الإرساء”، وكذا تنظيم ورشتين تأطيريتين في مجال الكتابة المسرحية والسينوغرافيا، وإحياء سهرة فنية، وجولات استطلاعية لأهم المعالم الاقتصادية والسياحية بالجهة لفائدة ضيوف هذا الملتقى. وبهذه المناسبة، شدد رئيس مصلحة تنمية الأنشطة الاجتماعية والثقافية بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، السيد امبارك مزين، في كلمة الافتتاح باسم الوزارة، على أهمية هذه التظاهرة لكونها تخدم الناشئة وتقوي فيهم الثقة بالنفس وتشبع رغبتهم في التعبير عما يخالجهم، وتغذي خيالهم وتنمي الذوق الفني والحس الجمالي لديهم، كما أنها تشجع المواهب الفردية والجماعية في مجال المسرح التي تزخر بها المؤسسات التعليمية. وأضاف أن هذه التظاهرة تسهم كذلك في تنويع أنشطة الحياة المدرسية داخل المؤسسات، مشيرا إلى أن المسرح من الفنون الراقية التي تحفز على إشاعة أجواء الحيوية في فضاء المؤسسة التعليمية وخارجها، وله انعكاسات جد إيجابية على حياة الناشئة، وعلى انفتاحها على مختلف الفنون الكونية الأخرى. وفي ذات السياق، أشار السيد مزين إلى أن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني في تفاعل دائم مع كافة المتعاونين والمتدخلين وفي شتى الميادين والمجالات التي تجعل من جميع الأنشطة التي تمس الناشئة، سواء كانت ثقافية أو فنية، حافزا جديدا ومتجددا للتربية على القيم الإنسانية الحضارية. وابرز المسؤول، انه اعتبارا للأدوار الجوهرية للمسرح في تنمية ثقافة فنية حقيقية وفعالة قادرة على المساهمة في بناء شخصية الناشئة، فإن الوزارة تعمل على التحسيس بأهمية خلق فرق مسرحية تلاميذية، لما لذلك من انعكاسات جد إيجابية على الحياة المدرسية، وكذا تربية التلاميذ وتوجيههم لتذوق كل ما هو جميل في الوجود. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش حفل الافتتاح، أكد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بإقليم وادي الذهب، السيد أحمد العهدي، أن مدينة الداخلة حاضرة إقليم وادي الذهب، التي تحتضن هذه التظاهرة الثقافية التربوية المندرجة في إطار إبراز دور المسرح المدرسي كورش من الاوراش التربوية، تخدم شخصية المتعاون الصغير وإعداده للمستقبل وتلقينه المبادئ الأساسية لروح المواطنة وحب الانتماء. وأوضح السيد العهدي أن هذه المحطة التاريخية تأتي لتكريس الحفاظ على مغربية الأقاليم الجنوبية من خلال انفتاحها على ثقافات متعددة تضفي طابع الحوار والتعايش السلمي الذي ما فتئت تتمتع بها الجهة، مستقرة ومنعشة للتبادل الثقافي والفني بين إفريقيا وأوروبا عبر بوابة المغرب. وفي تصريح مماثل، قالت مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة وادي الذهب الكويرة، السيدة الجيدة اللبيك، إن احتضان المهرجان الوطني العاشر للمسرح المدرسي بمدينة الداخلة يضفي في معناه الحقيقي إسهام المتعاونين الصغار والكبار مع تحقيق التماسك الثقافي والفني بين أبناء الوطن الواحد من طنجة إلى الكويرة. وشددت السيدة اللبيك على أن هذه التظاهرة الثقافية “المنظمة بجوهرة الصحراء، تثمن جهة وادي الذهب الكويرة كنموذج حقيقي للتعايش الحضاري والإنساني المرهون بصوت الصغار والكبار من أجل تفعيل الخطاب السامي الذي ألقاه جلالة الملك بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة” في نونبر الماضي. يذكر أن المسرح المدرسي يعد أداة للارتقاء بالتعلمات الأساسية ذات الصلة بالقدرات اللغوية والتعليمية والحس حركية، ووسيلة للمساهمة في بناء شخصية متوازنة للمتعلم، وترسيخ قيم المواطنة والسلوك المدني.