في صبيحة يوم 28 نونبر 2014، و بشكل مفاجيء إرتفع منسوب المياه بوادي يمر بحي المسيرة و عبر حي المدارس، مخلفا مجموعة من الخسائر في المنازل السكنية و البنيات التحتية و في المحلات التجارية و الخدماتية المجاورة لقنطرة حي المسيرة، لتبدأ بذلك مجموعة من التأويلات و القراءات وصلت إلى حد أن أحد المسؤولين إستشهد بإحدى الإشاعات ليقول علنا أن أحد سدود منطقة بويزكارن (تكانت إداريا) قد إنفجر و هو سبب الخسائر المذكورة إضافة إلى إرتفاع منسوب المياه بمدينة كلميم أيضا عبر وادي أم العشار، بل وصلت الشائعات إلى إتهام أحد أعضاء المجلس بكونه السبب في تهديم جدار خاص بتحويل مياه الأمطار و السدود إلى مجرى آخر مما سبب الكارثة. و من باب وضع المواطنين في الصورة الحقيقية للأمر، و دحضا لجميع الاكاذيب و الإشاعات، و كذا تحديدا للمسؤوليات، فقد إرتأيت التنقل إلى عين المكان بالجدار المحول الكائن بدوار تمسورت و بالضبط بجانب منطقة تسمى بسيدي واميوض، و رغم صعوبة الأمر فقد إرتأيت أن المصلحة العامة تستدعي بعض التضحيات و التنازلات عكس المنظرين من وراء الشبابيك السميكة و الأغطية الساخنة، لأقوم بالوقوف على كارثة خاصة ما زالت تهدد المدينة في أي وقت و حين، بل إضطرني الأمر إلى المرور داخل الوادي إلى الجهة المقابلة عبر مياه ترتفع ما بين 60 و 150 سنتيمرا لالتقاط الصور المناسبة للموضوع. أشير أن معلوماتي الأولية تؤكد أن السور أو الحائط المذكور بني حوالي سنة 2007 عبر ميزانية و صفقة خاصة بوزارة التجهيز، حيث كان يحمل المشروع من بين مكوناته حائطا وقائيا على مدى عشرات الأمتار و على علو تقريبا أربعة أمتار مشيد بطريقة (البانو) و هي صفيحة عرضها يتجاوز 90 إلى 100 سنتيمترا و ممتلئة على جميع الجوانب و بالأخص من الداخل حتى تعطى لها القوة و المتانة الكافيتين لتحمل قوة المياه الجارفة أو حتى قوة إنفجار السدين (لا قدر الله) الذين يلتقيان بنفس المجرى، لكن الحالة كما ستلاحظون في الصور تبين للعيان ما كان عليه المشروع من الغش و الإختلاس، حيث تم الإستعانة بصفائح إسمنتية (كالتي تغطى بها فتحات الصرف الصحي) مبنية على شكل رفوف متوازية و فارغة من الوسط، إضافة إلى كونها لم تشيد على قاعدة قوية بل تم الإكتفاء بوضعها على أحجار و رمال الوادي مباشرة. الوضعية هاته أدت إلى كون مياه الأمطار و المجاري الجبلية تنخر من تحت الحائط الوقائي التحويلي حتى أدت إلى سقوطه بشكل مفاجئ و تقريبا كلي و بالتالي عادت المياه إلى مجاريها الأصلية عبر مرورها بحي المسيرة و حي المدارس إلى القنطرة المتواجدة بطريق تيمولاي، مسببة مجموعة من الخسائر في المساكن الخاصة بسكان حي المسيرة و مجموعة من المؤسسات (دار الشباب، مدرسة المدني الأخصاصي، مدرسة الحسن الأول، مركز محاربة الجراد...) و مجموعة من المحلات التجارية و الخدماتية المقاهي و تجار الخضر و الفواكه و غيرهم.. كل ذلك بسبب غياب الضمير لدى المقاول الذي فاز بالصفقة و لدى مسؤول مندوبية التجهيز الذي وقع على أوامر إنهاء المشروع، و على المهندس المكلف بتتبع الأشغال، إضافة إلى أن مجموعة من ساكنة المنطقة توجهوا إلى مركز مندوبية التجهيز الكائن بالمدينة لإنذارهم من كون الحائط الوقائي أصبح هشا و قابلا للانفجار و لكن لم يتلقوا آذانا صاغية. إضافة إلى كل ما ذكر تجدر الإشارة إلى أن القناة الأولى و كذا الثانية في نشراتها التلفزية ليوم الثلاثاء 02/11/2014 قامت باستضافة الأستاذ محمد قروق و هو أستاذ في علم المناخ بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بإبن مسيك بالدارالبيضاء، الذي أشار إلى أن المناخ في العالم أجمع طرأ عليه مجموعة من التغييرات حيث أصبحت مجموعة من الكتل الطقسية الباردة تستقر في شمال الكرة الأرضية و بالتالي ترسل برودة دائمة و شديدة نحو الجنوب عامة و مدن شمال إفريقيا خاصة، أي أن نوعية الأمطار التي شهدتها المنطقة لم تعد إستثنائية بل ستكون قاعدة عادية و أساسية في جميع التساقطات المطرية المقبلة، و بالتالي فعلى جميع الساكنة توقع ذلك و على جميع المسؤولين الجماعيين و الإداريين و غيرهم التخطيط و التحضير لمواجهة ذلك.