لقد كتبت هذه التساؤلات قبل تنظيم المهرجان و سأحاول أن جعلها تبدو للقارئ كأنها كتبت بعد المهرجان من باب استبيان الغرائب و العجائب و المتناقضات التي أصبح يعرفها و طننا المعرض للمخاطر من أهله الحاكمين بزمام الأمور في بعض الإدارات و الجهات و المدن ... فانقلبت الموازين و المعايير الأخلاقية و الروحية ،وكل من يدعي الوطنية لابد ان يأخذ ثمن على هذا الادعاء المزعوم ،و الوطنية بريئة منه براءة الذئب من دم يوسف و لكي لا أطيل عليكم أردت أن اطرح بعض الأسئلة لعلي أجد جوابا مقنعا شافيا : إن مدينة العيون شهدت تنظيم مهرجان روافد ازوان خلال الأيام الماضية و هذا العجب كل العجب وصدق القائل إذا لم تستحي فافعل ما شئت. */* هل سكان مدينة العيون في حاجة إلى البهرجة و هز البطون و اللهو و الغناء؟ */*هل جفت دماء شهداء الواجب الوطني ؟حتى نحي ذكراهم بهذه الطريقة ،طريقة المهرجانات . */* هل الالام و الجراح اندملت و الانفس صفت من هول الدمار و الخراب و التقتيل و النهب ؟ */* هل تم حل جميع المشاكل الاجتماعية للساكنة حتى نقيم لهم مهرجانا موسيقيا يطربون لسماع هول ازوان فرحا بانجازات منتخبينا و مسئولي الإدارة الترابية الذين تصارعوا صراع الديكة ؟ */* هل اللجنة البرلمانية لتقصي الحقائق أنهت مهمتها و أظهرت للرأي العام الوطني و المحلي المتسبب الحقيقي في هذه الماسات ؟ */*من المستفيد الحقيقي من تنظيم المهرجان، على من صرفت هذه الميزانية الضخمة المرصودة له ؟ */* هل ينقصنا مطربون عرب – لبنانيون و جزائريون... حتى يغنوا و يرقصوا فوق التراب و الرمال الممزوجة بالدم الطاهر و يتنسمون و يتعطرون بهواء الصحراء أو بالأحرى عطر المؤامرة التي حيكت ضد الوطن أو يتنعمون بدفء شمس الصحراء المشعة بآهات المكلومين و الثكالى و الأرامل و اليتامى...؟ صرفت الميزانية الضخمة المرصودة للمهرجان من درهم و دولار و اليورو و من كل عملات العالم الصعبة و المستعصية على الفهم و الإدراك لنا نحن المواطنين المغلوبين على أمرنا فنحن اخرمن يعلم و نحن المفعول بنا و نحن الضحايا المتفرجين على ماساتنا صرفت الأموال على من جاء وافدا يتفرج على و اقعنا المخزي و التعيس و البائس. أموال الشعب الجريح و المغلوب على أمره و تم ملء جيوب المشرفين على المهرجان ظاهرهم و باطنهم، الظاهر و المتخفي و المتستر مثل خفافيش الظلام... شكرا لكم على سهركم و تعبكم وشكرا على وطنيتكم الصادقة المدفوعة الأجر مسبقا و بكل عملات العالم و كل لغات العالم و كل عام و انتم بألف خير يا اصدق الناس و اطهر الناس و إلى اللقاء في مهرجانات قادمة لا محالة متمنياتي لكم بمناسبة السنة الجديدة المزيد من المشاريع الاستثمارية و الميزانيات الضخمة ... * مواطن صحراوي بسيط مغلوب على أمره خانع للواقع المذل غير منتم لأي حزب سياسي أو حزب قبلي أو نقابة أو مجتمع مدني عازف عن السياسة وعن التمثيل التراجيدي...