لا زالت السيارات الرباعية الدفع تتقاطر تباعا من قرية تركميات على ثانوية الإمام مالك الإعدادية بقرية تغمرت التابعة لنفود جماعة اسرير القروية ، منذ بداية هذا الأسبوع، وذلك للاستفسار عما قال أبناؤهم أنه حالة تسمم تعرضوا لها في داخلية الثانوية. وقد قرر التلاميذ في خطوة احتجاجية منهم التوجه صبيحة يوم الاثنين 23 دجنبر الجاري في مسيرة على الأقدام إلى تركمايت البعيدة عن الثانوية بعشرات الكيلومترات، وتوقفوا بجماعة فاصك، التي استنفرت أجهزتها الأمنية، بعدما دخل التلاميذ إلى التراب التابع لقيادة فاصك. فتوافد الآباء من تركمايت تباعا على الجماعة بعد أن بلغهم الخبر. وقد توجهت على الفور لجنة نيابية ضمنها رئيس مصلحة الشؤون الإدارية والموارد البشرية والاتصال بنيابة إقليمكلميم إلى الثانوية، وقامت اللجنة بمراقبة التغذية بداخلية الثانوية، دون أن تعرف نتائج زيارة هذه اللجنة. يذكر أن نفس الثانوية قد عرفت خلال السنوات القليلة الماضية مشاكل في تدبير داخليتها، حيث سبق وأن قام عدد من تلاميذ الداخلية المنحدرين من كلميم أن توجهوا على الأرجل إلى كلميم في وقت كان فيه وادي صياد -الذي يفصل جماعة أسرير عن كلميم- ممتلئا عن آخره، بعدما قالوا أنهم طردوا ليلا من الداخلية من طرف المدير الحالي والمقتصد السابق للإعدادية. وأدى ذلك إلى مبيت أحد التلاميذ بالعراء. كما عرفت نفس الثانوية في الموسم ما قبل الماضي إعفاء كل من الحارس العام للداخلية والمقتصد بعد اكتشاف الوزارة عدة خروقات من بينها تزوير المعطيات المتعلقة المنح، حيث أن العدد المصرح به أكثر بكثير من العدد الحقيقي المستفيد من المنح، وتجنبت الوزارة إحالة الأمر على القضاء، في حين لم يتم إعفاء مدير الثانوية، بل تم الاكتفاء بتوجيه مدير الأكاديمية السابق لتنبيه له. كما عرفت الثانوية خلال المواسم السابق انقطاع تلاميذ منحدرين من تركمايت من كلا الجنسين، وتضاربت الأخبار عن الأسباب الحقيقية للانقطاع خاصة حالة تلميذة. وتشير آخر الأخبار إلى أن بعض المتعلمين ما زالوا يقاطعون الدراسة إلى حدود كتابة هذه السطور.