تقرير: عبد الكريم السباعي/ ... فرصة لترغيب التلاميذ ومحاربة ظاهرة الانقطاع المبكر عن الدراسة، والنفور من المؤسسة في إطار أنشطتها الثقافية والتعليمية، وتفعيلا لنادي الرحلات، قامت ثانوية" وادي الحيمر" الإعدادية بتنظيم رحلة ترفيهية إلى منطقة" تافوغالت"، يوم الأحد 19 مايو 2013، شارك فيها 106 من تلامذة المؤسسة، و 13 مرافقا ومؤطرا من موظفي المؤسسة، إداريين، وأساتذة، وبعض فعاليات المجتمع المدني لقرية" وادي الحيمر"، وبعض الضيوف، كالفنان المسرحي" يوسف بوزغبة"، والأستاذ "سعيد شنيكي" مستشار المؤسسة في التوجيه. بدأ التفكير في الرحلة بعد أن أقرها أعضاء المجلس التربوي للمؤسسة في آخر اجتماع له، حيث اتفق الجميع على تنظيمها في أواخر شهر مايو، لسببين رئيسيين، هما: أولا: تحسن الظروف المناخية حتى لا يتعرض التلاميذ لنزلات برد، أو أمراض جانبية. وثانيا: حتى تكون فرصة لترغيب التلاميذ في مؤسستهم، وجذب اهتمامهم للأنشطة التربوية من أجل محاربة ظاهرة الانقطاع المبكر عن الدراسة، والنفور من المؤسسة. وفي هذا الإطار، قرر المجلس التربوي للثانوية الحزم في تفعيل الأندية التربوية ذات الطابع الرياضي والترفيهي، كنادي الرسم، ونادي التفتح العلمي والتكنولوجي والمهني؛ من أجل خلق فرص للتلاميذ للانفتاح على المحيط الخارجي للمؤسسة، حرصا من أطر الإدارة التربوية، وأطر هيئة التدريس على مبدإ المصاحبة للتلميذ(ة) في بناء مشروعه الشخصي، وكسر النظرة النمطية للأستاذ الملقن والثانوية المنغلقة، والإداري القاسي. وفعلا، بدأ التحضير لسيناريو الرحلة في أواخر شهر أبريل حيث بدأ تسجيل التلاميذ الراغبين في المشاركة وفي نفس الوقت وضعت لوحة قيادة داخل قاعة الأساتذة على شكل بطاقة تقنية للرحلة من أجل استقبال جميع اقتراحات الأساتذة والإداريين وممثلي الأقسام فكانت الفكرة جد ناجحة لأنها اعتمدت مبدأ الإشراك والتفاعل في إطار الإعداد القبلي للرحلة حتى تتم الاستفادة من التجارب السابقة ودرء كل الهفوات والأخطاء التي يحتمل وقوعها، فكانت المرحلة هاته بمثابة بناء مشروع يستوجب التفكير في الجانب المادي والعملي من الفكرة حتى التقييم. وتجدر الإشارة إلى أن أغلب تلامذة ثانوية وادي الحيمر الإعدادية ينتمون إلى أسر فقيرة كان مصدر عيشها معمل زليجة قبل إغلاقه والحكم على عشرات الأسر بالبطالة والفاقة، الشيء الذي دفع أطر المؤسسة – كعادتهم في كل مناسبة- إلى البحث عن طرق لمساعدة التلاميذ، فاستحسن الجميع الفكرة وتم جمع مبلغ جد مهم في ظرف قياسي مما أدخل الفرحة على نفوس التلاميذ وعائلاتهم، ثم بدأت مرحلة الاستعداد لتحضير برنامج الرحلة منذ انطلاقة حتى الوصول. تكلف بإنجاز الوثائق الإدارية والقانونية للرحلة الأستاذين "أحمد البدوي" مدير المؤسسة والأستاذ "عبد الكريم السباعي" منسق الرحلة حيث تم الاتصال بالسيد القائد رئيس الملحقة الإدارية ليتولى هاتفيا لتسوية وضعية جمعية الآباء ثم تم التنقل إلى عين المكان لسحب الرخصة والاتصال بالسيد كاتب عام جماعة يتولى لإستغلال حافلة النقل المدرسي العمومي التابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، ثم بعد ذلك تم التنقل لدائرة "كنفودة" لإتمام المصادقة على رخصة القائد ثم السفر إلى عمالة جرادة للحصول على رخصة السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية ثم الرخصة النهائية من السيد عامل عمالة جرادة، ورغم هذه "الرحلة السيزيفية" التي تكبد عناءها الأستاذين المذكورين فعزاءها الوحيد هو فرحة التلاميذ الذين بدا في محياهم الفرح والبهجة والشوق إلى يوم الأحد 19 مايو. جاء يوم الأحد وكانت الانطلاقة مبرمجة على الساعة السادسة والنصف صباحا إلا أن التلاميذ حضروا إلى باب المؤسسة بصحبة آبائهم وأوليائهم ابتداءا من الساعة 5 صباحا من كثرة شوقهم وشغفهم لانطلاق الحافلات، كلهم استعداد بملابس جديدة وحقائبهم مملوءة بالمؤونة ووسائل الترفيه والابتسامة بادية على وجوه آبائهم وأوليائهم، فكانت اللحظة التي نستحق أن نعاني من أجلها أشهرا وليس أسبوعين أو ثلاثة، انطلقت الرحلة، فاتجهت الحافلات نحو "تافوغالت" عبر وجدة حيث التقى الإخوة الأساتذة المشاركين مع عائلاتهم في جو عائلي يطبعه الانسجام والحميمية. كان موعدنا ثانوية "تافوغالت" الإعدادية التي تجند أطرها لاستقبالنا وأحضروا للتلاميذ تناول وجبة غذاء جماعية بداخلية الثانوية خففت عنهم مصاريف الأكل ووفرت للجميع فرصة الاستراحة والقيام بجميع الأنشطة الرياضية والترفيهية المبرمجة. وتجدر الإشارة إلى أن مدير ثانوية " وادي الحيمر الإعدادية" الأستاذ "أحمد البدوي" هو المدير السابق لثانوية "تافوغالت الإعدادية" والساهر على الشراكة بين المؤسستين" حيث تم الاتفاق على تبادل الزيارات بين تلاميذ المؤسستين، وكانت الرحلة فرصة لزيارة مقر الخيرية الإسلامية "تافوغالت" والمركز الإعلامي بجانب محمية "حيوان الأروي" هو من فصيلة الماعز والخنزير البري ثم اتجه الجميع إلى منبع "ماء عين عيشون" ثم إلى مغارة "الحمام" ثم الصعود إلى الجبل للوقوف إلى مآثر ترجع لعهد الاستعمار الفرنسي حيث كان المعمرون يسجنون المجاهدين المغاربة ورجال المقاومة فاستغل الأساتذة الفرصة لتذكير التلاميذ بتضحيات رجال المقاومة وجيش التحرير الذين ماتوا وعذبوا من أجل الوطن فما عسانا نعطي لوطننا نحن اليوم. دقت الساعة 6 مساءا وجاءت لحظة الاستعداد للرجوع فتغيرت ملامح الجميع أسفا على يوم لم يعيشوا مثله فرحة ونشاطا شاء الله عز وجل أن ييسر فيه كل صعب فكان الطقس ملائما والحضور كثيفا والأنشطة متنوعة من الزيارات الميدانية للمصالح الاجتماعية والمآثر التاريخية والمسابقات الرياضية والفنية وإحياء فولكلور "النهاري" و"لعلاوي" حيث أبدع بعض التلاميذ الذكور الذين أبهروا جميع الحاضرين. فلا يسعنا أخيرا إلا أن نشيد بجميع المشاركين في الرحلة من التلاميذ 106 الذين اظهروا نوعا من الانضباط والالتزام بميثاق الرحلة. كما نشد بحرارة على أيدي جميع أطر هيئة التدريس بالمؤسسة وأطر الإدارة التربوية الذين لم يقصروا قط في العمل على إنجاح الرحلة ماديا ومعنويا، كما لا ننسى جنود الخفاء من القوى الصامتة الذين ساهموا في الرحلة وهم الأستاذ "جمال الرمضاني" مقتصد ثانوية "تافوغالت الإعدادية" والسيد "سعيد شنيكي" المستشار في التوجيه والسيد "عبد الرزاق جيلال" من سكان قرية "وادي الحيمر" والحاجة "حورية عراض" رئيسة جمعية "الشبيبة لذوي الاحتياجات الخاصة" بوجدة والسيدة "فاطنة الجلطي" الفاعلة الجمعوية بوادي الحيمر والسيد "أحمد معاشعش" عضو جمعية الآباء، كما نحي من هذا المنبر السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بجرادة ورجال السلطة المحلية على رأسهم السيد عامل صاحب الجلالة على إقليمجرادة والسيد رئيس دائرة "أحواز كنفودة" والسيد خليفة القائد بملحقة "تيولي" وكل من خانتها الذاكرة لذكر اسمه. عضو لجنة الأنشطة التربوية