لازالت أمهات تلامذة المستوى الأول بمدرسة حي المسيرة ببويزكارن لأزيد من شهر يقفن بباب المؤسسة ولسان حالهن يردد " بغينا وليداتنا يقراو" ولا مجيب ولا آذان صاغية، تنقذ أبناء هذا الحي الهامشي من براثن الجهل والظلم، لا لشيء إلا أنهم يؤدون ضريبة انتمائهم إلى الطبقة الكادحة من عامة الناس، محكوم عليهم بعدم قدرتهم على الاندماج في المجتمع منذ نعومة أظافرهم، وإلا لماذا لا يتحرك أي مسؤول لإيقاف هذا الوضع و إعادة هؤلاء الأبرياء إلى فصلهم الدراسي ثم إرجاع الحق المسلوب إلى أهله. وهاهن اليوم الثلاثاء 24 دجنبر2013 على الساعة الثانية والنصف بعد الزوال ينتفضن ويحتججن أمام إدارة المؤسسة، مهددين بإفراغ المؤسسة من جميع التلاميذ ووقف الدراسة بالمؤسسة، مما استنفر معه المسؤولين الساعين لحفظ الأمن وتهدئة الوضع وإسكات أصوات هؤلاء الأمهات الغاضبات وإقبار حقوق أبنائهن في الدراسة بوعود ربما تتحقق أو لا تتحقق .. كل هذا وذاك كان نتيجة استبدال احد الأساتذة من مؤسسة الكادحين هذه إلى مؤسسة أخرى، يعتبرها البعض مؤسسة أعيان المدينة، بأستاذة في بداية حملها والتي خيبت آمال تلامذتها بشعورها بعدم القدرة على العمل ودخولها في رخص مرض متتالية، والأبرياء ينتظرون عودتها كل صباح بباب المؤسسة، فتم إسناد القسم إلى الأستاذ الهرم الذي ينتظر السنة المقبلة ليحال على معاشه، لكن مرضه المزمن منعه من ذلك فدخل بدوره في رخص مرض متتالية وتبقى الأمهات ومعهن أبناؤهن بين الفر والكر لا يجدون حتى من يجيب على استفساراتهن. فإلى متى سيبقى هذا الوضع على حاله ؟ والتلاميذ يقولون عار عليكم بغينا نقراو؟