صحراء بريس/المراسل-جماعة اسرير القروية-اقليم كليميم يردد جل أعضاء المجلس الجماعي لآسرير ومن يدور في فلكهم من المستفيدين من الأشخاص والجمعيات ... أن كل دوار بالجماعة أختير ليتخصص في نشاط معين . وهكذا يكون آسرير مركزا إداريا للجماعة , وتكون تغمرت وجهة سياحية على أن يبقى واعرون قطبا اقتصاديا .في حين غاب دوار ازريويلة عن حسابات وتخطيط المجلس لسببين هما : 1- كون العضو السابق تخندق في المعارضة بمفرده مما جعل الأغلبية تهمش طلباته ومقترحاته . 2- أن العضو الحالي منشغل بأمور أخرى غير مصالح السكان كالمضاربات العقارية والبحث عن الصفقات بعد أن استفادت مقاولات العائلة من تفويت مشاريع بالجماعة فرضت عليه إنكار حق سكان دائرته المهمشين .للتذكير فقط فإن تعبيد الطريق تم من خلال ميزانية المجلس الإقليمي . وإذا كان الواقع يؤكد أن المجلس ماض في خلق قطب صناعي بدوار واعرون من خلال شراء ثلاثين هكتارا وتجهيزها بالطرق والكهرباء والماء ... بعروض أثمان تجاوزت المليار من تم وضعها تحت تصرف المستثمرين الراغبين في إنجاز مشاريع بالمنطقة . فإن العكس هو الحاصل بكل من آسرير وتغمرت . حيث نجد أن الأول يتم استعراض بنايات ضخمة في مدخله تكرس عقليات قديمة تعتقد أن قياس نجاح مدبر الشأن العام يكمن في عدد البنايات المشيدة , وليس في تكوين وتأهيل العنصر البشري , وهو ما أدى إلى جعل الكثير من البنايات خاوية على عروشها إلى يومنا هذا . ونفس الشئ ينطبق على تغمرت حيث يلاحظ المتتبع الميزانيات الضخمة التي تم صرفها على الواحة وبنيات الاستقبال السياحي بها . والحديث عن جعل الواحة جدابة وتقليدية و... بينما العكس هو الحاصل من خلال تدمير الهندسة المعمارية التقليدية واستعمال الإسمنت المسلح داخل فضاء الواحة مما يتناقض وجمالية الطبيعة ومع التوجهات المصرح بها من المجلس الجماعي. والطامة الكبرى أن عملية البناء بالاسمنت المسلح شملت أقدم حييين بتغمرت : تامسوقت والكصبة . فحي تمسوقت أو تمسوغت هو أقدم حي بتغمرت حيث تتوفر أغلب الأسر المستقرة قديما على موطأ قدم هناك , وهو الحي الذي عرف كل الأنشطة التجارية القديمة كما اشتهر بممراته الضيقة وسقائفه المغطاة الشبيهة بتلك الموجودة بالجنوب الشرقي المغربي .... وبدل أن يبادر المجلس الجماعي إلى ترميم الحي ليكون مطافا سياحيا , يتم التغاضي عن خدش جماليته والتعدي على تاريخه المجيد بتشييد بناية إسمنتية شاهقة تشمئز لها نفوس الساكنة والزوار على حد سواء ( أنظر الصور). أما حي الكصبة فقد عرف تاريخا زاهرا حيث ظل مركزا لقيادة أهل الكوري لمدة خمس وثلاثين سنة . عرف فيها الحي وسكان الجماعة أياما مزدهرة .كما عرف استقرار العلامة الشيخ سيدي علي حين قدومه لتغمرت قبل أن ينتقل للاستقرار بأيت امحند . لكن المؤسف أن نرى الحي يعرف تدميرا لتاريخه ولهندسته من خلال البناية الإسمنتية التي يشيدها أحد أبناء الحي البرلماني السابق والتي لا تنسجم مع طبيعة العمران المجاور, بل مخالفة تماما للشكل الهندسي المألوف ( انظر الصور) . والأسئلة المشروعة التي يطرحها السكان هي كالتالي : 1- من رخص لمالكي البنايتين ? رغم أنه لا وجود لأي لوحة أو علامة فوق البنايتين تفيد بحصول مالكيهما على رخص البناء ? 2- لماذ لم يتنقل تقني الجماعة لعين المكان لوقف الضرر في حينه .علما بأنه سبق وأن تنقل إلى أماكن أبعد ? أم أن تعليمات صدرت بعدم المراقبة ? 3- أين دور السلطة المحلية وأعوانها في مراقبة البناء ? 4- لماذا هذا التناقض الحاصل بين تصريحات المجلس وأفعاله ? 5- أين المجتمع المدني الذي تجاوز عدد جمعياته الستين من هذا التدمير الممنهج ? أليس الساكت عن الحق شيطان أخرس ? قال الله تعالى في سورة في سورة الصف , لبسم الله الرحمان الرحيم : " ياأيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون (2) كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون (3) ".ففي الآية الثانية إنكار على الذين يقولون ما لا يفعلون، وفي الآية الثالثة بيان شدة غضب الله ومقته على من يكون كذلك. ما ورد بالآيتين الكريمتين مطابق لواقع المجلس الجماعي والذي في العديد من المواقف يناقض فعله ما يصدر عن ممثليه من تصريحات . فليحذروا شدة غضب الله ومقته.