بعد مرور أكثر من أسبوع عن إحداث يوم الاثنين الأسود بالعيون، و ما واكب ذلك من تدمير و تخريب في ممتلكات العامة و الخاصة فمن كان المستفيد من هذه الأوضاع؟ وعليه فان الاستراتيجة التي كانت تلعب عليها الدولة المغربية و التي تخدم مصالحا قد تغيرت ، فالفاعل الرئيسي و الذي كان يساندها في تثبيت الاستقرار في المنطقة قد تغير فأعيان القبائل لم تعد لهم سلطة على الفئة الشابة و التي درست في الجامعات المغربية و زارت العديد من المدن المغربية و عرفت الفرق الشاسع بين مدن الشمال و مدن الصحراء، كما عرفت مدى الحقد الذي يكنه لهم ساكنة الشمال وذلك نتيجة التحريض في الصحف و من طرف رجال السلطة . كما معرفتهم بان ما يحسب يصرف عليهم يدخل في جيوب الأعيان و رجال السلطة. كما أن الهاجس الأمني في الصحراء لم يجدي نفعا فكم من معتقل دخل و خرج و تم تغيير أفكاره بل بالعكس ازداد إصرارا على تلك الأفكار وحقدا على الدولة و كم من برئ زج به في السجن وهو لا علاقة له بفكرة الانفصال إلا لأنه صادفته الصدفة في بجانب وقفة احتجاجية فخرج اكثر انفصالا وحقدا على الدولة. فبالعودة إلا إحداث العيون فعلى الدولة المغربية إن تعيد التفكير في طريقة التعامل مع أبناء الصحراء فذلك الشيخ لم تعد له السيطرة على ذلك الشاب المثقف الملم بحقوقه ولم تعد القبيلة التي اعتمدت عليها الدولة تجدي نفعا. كما أن الهاجس الأمني لم يجد نفعا في ضبط الاستقرار في المنطقة بل أجج الصراعات فإذا إرادة الدولة المغربية حل لمشكل فعليها الجلوس مع الفئة الشابة بدون هواجس و إيجاد حلول للعديد من مشاكل التي يتخبط فيها هذه الفئة و أنقادهم من كثرة الجلوس على المقاهي و إيجاد حلول دائمة و ليس حلول ترقعيه و كفانا من الاتهامات بان الصحراوي لا يحب العمل و انهم من اصحاب جلسات الشاي و الطرب و النغم لم تتساءل الدولة عن السبب ذلك؟ إن أي صحراوي متهم بانه انتهازي و استغلالي و لا يحب ان يعمل لكن الا النظر الى مكونات المجتمع فان غالبية اما انهم منخرطين في المؤسسة العسكرية ( عسكري ، مخزني.........) و هي سياسة للدولة لاستحواذ ابناء هذه المنطقة او في الوظيفة العمومية او في التجارة اما استمارات للنهوض بالمنطقة فهي شبه غائبة ان كانت مفقودة مما جعل البطالة تنهش في شباب الصحراء. فعلى الدولة الجلوس مع هذه الفئة و الاستماع اليه بعيد عن تقارير المغلوطة التي نقدمها السلطة و الاعيان و الاهتمام بمشاكلهم و ايجاد حلول لها و منحهم هامش الحرية دون قمع وقفاتهم السلمية و التي تطالب بمطالب اجتماعية.