نظمت الجماعة الحضرية لأقا (إقليم طاطا) يوم 12 نونبر الجاري، حفلا تكريميا لفائدة ثمانية من رموز المقاومة وأعضاء جيش التحرير بالمنطقة. وتم خلال هذا الحفل توزيع هدايا تكريمية على كل من المقاوم محمد أبا ومعطلا بوبكر والعربي تعرابت وابراهيم تيزاكارين وعلواتة الكنتاوي، إلى جانب أرامل كل من المقاوم جامع مالكي ومولود جعفري والحسين بولاه الذين شاركوا في عدة معارك ضد المستعمر الأجنبي وأسدوا خدمات جليلة للمنطقة وللوطن بصفة عامة إبان فترة الاستعمار. وفي كلمته بالمناسبة، قال مولاي الشريف رشيد رئيس المجلس الحضري لأقا، إن تخليد عيد الاستقلال لا يجب التعامل معه كمجرد تقليد توارثه المغاربة، بل يجب اعتباره فرصة لتجديد العزم مع الله ثم مع الوطن ثم مع الملك لمواصلة مسيرة التحرير "تحرير العقول والأفئدة وغرس قيم المواطنة في نفوس أبناء شعبنا خاصة الناشئين منهم، وتعليمهم معاني الوطنية التي تفرض جعل وحدة المغرب من شماله إلى حنوبه أولوية لا يسبقها همّ ولا يشغل عنها شاغل"، وشدد رئيس بلدية أقا على أن ملحمة الاستقلال تشكل أبهى لحظات التعبير الصادق عن حب الوطن والذوذ عنه بالغالي والنفيس، وأكثر اللحظات تعبيرا عن الرفض الجماعي لكل المغاربة المساس ولو بحبة تراب من أرض الوطن العزيز. ولم يفت مولاي الشريف رشيد أن يندد باسم أعضاء المجلس البلدي لأقا بأحداث الشغب التي عرفتها مدينة العيون يوم 8 نونبر الجاري والتي ذهب ضحيتها عدد من أفراد قوات الأمن والوقاية المدنية، كما شجب المتحدث تحامل وسائل الإعلام الجزائرية والاسبانية وتغطيتها المجانبة لحقيقة الوضع على الأرض، موجها التحية لأفراد قوات الأمن ل"دفاعهم عن المشروعية وعن دولة الحق والقانون". وحضرت المندوبية الإقليمية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير بإقليم طاطا الحفل التكريمي المذكور، ممثلة بلحسن بن يحيى نائب المندوب الإقليمي، الذي أكد في كلمة ألقاها بالمناسبة أن استحضار ما تطفح به ذكرى استقلال المغرب من تاريخ يشكل مناسبة للأجيال الصاعدة للتزود من ينابيعها لمواجهة تحديات العصر وربح رهانات الحاضر والمستقبل، مشيرا إلى أن الغاية من الاحتفال بهذه الذكرى هو تنوير أذهان الناشئة والأجيال الصاعدة بقيم هذه الملحمة الكبرى واستلهام معانيها ودلالاتها العميقة في مسيرات الحاضر والمستقبل وتربية الناشئة على حب الوطن. ولقيت المبادرة استحسان المكَرّمين الذي عبروا عن شكرهم لمجلس بلدية أقا على التفاتته غير المسبوقة لرجال المقاومة بالمنطقة، واعتبروا أن في تكريمهم تكريم لكل المقاومين وأعضاء جيش التحرير.