صار جليا أن استهداف الأخ عزيز أخنوش من طرف كتائب البيجيدي أصبح استراتيجية ممنهجة تستوجب تمعنا وتحليلا معمقا لفهم حيثياتها وأسبابها المعلنة والخفية. فليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها عزيز أخنوش لهجومات فرسان الجبن وخفافيش الظلام، فقد سبق وأن تم استهدافهتزامنا مع قضية صندوق 55 مليار، وها هو اليوم يُستهدف من جديد ومعه حزب التجمع الوطني للأحرار. ولفهم أسباب هذا الإستهداف المغرض لا ضير في القيام بتحليل نفسي لشخصية العدالة والتنمية وشخصية أخنوش لان في ذلك التحليل يكمن الجواب الشافي على تساؤلنا المؤطر لهذه المادة: – أسس المشروع العدالي : الأخلاق المستمدة من الدين، النزاهة، الكفاءة والمصداقية لا يخفى على ذوي الألباب أن مشروع العدالة والتنمية بالمغرب مبني بالأساس على تبني خطاب الدين والأخلاق النبيلة، ومحاربة الفساد ومحاولة الإصلاح عبر تمكين النزهاء وذوي الكفاءة من المسؤولية، وذلك كله ما يشكل رأسمال الحزب ونقطة قوته والأصل التجاري fonds de commerce الذي يحاول تسويقه، بل واحتكاره نظرا لمردوديته الانتخابية، ومن الطبيعي أن تحاول العدالة والتنمية محاربة كل من تسول له نفسه أن يتبنى نفس النهج، وذلك ما حصل بالفعل في حالة عزيز أخنوش، فالرجل في نظر العدالة والتنمية منافس وخطر حقيقي يتهدد مشروعهم، ذلك أنه اذا قارنا بين أخلاقه وأخلاقهم سنجده الأكثر خلقا بشهادة العدو قبل الصديق، وإذا قرنا بين نزاهته ومصداقيته وكفاءته ونزاهتهم ومصداقيتهم وكفاءتهم سنجده الأكثر نزاهة ومصداقية وكفاءة، وإذا قرنا بين وطنيته ونجاحه الإقتصادي وتعففه عن المصالح الشخصية من قبيل الراتب والتعويضات والإمتيازات فلا مجال للمقارنة والجواب واضح. ولو استحضرنا قرب الرجل من المؤسسة الملكية، وكيف يحاول بنكيران إقحام شخص الملك في عدة مناسبات سنتفهم حساسيتهم من ذلك القرب أيضا. وبالتالي فإن أخنوش كرجل دولة وكاريزما ناذرة وككفاءة وفعالية اقتصادية وشخصية وطنية تحظى باحترام الجميع لاخلاقه النبيلة ونزاهته ومصداقيته لابد وأن يحرج الشخصية النرجسية للبيجيدي مما يفسر سبب استهدافه كلما سنحت الفرصة. في حين أن عزيز أخنوش ظل وفيا لأخلاقه وساهم من موقعه في الحكومة في تنمية البلاد غير آبه بنيران الغدر الصديقة ، إنها أخلاق سواسة الأحرار أيها السادة.