إن قوة الآلة الإنتخابية لبلفقيه في جهة كلميم واد نون لا غبار عليها ، و لا يمكن لمن إختلف معه أو إتفق أن ينكر ذلك . فالنتائج التي يحصدها الرجل كماكينة مرعبة ، طيلة مايقارب عقدا من الزمن تعبر عن هذه السيطرة الميدانية . قد تؤول النتائج وقد تبرر المواقف، لكن الأرقام لها لغة واحدة و عدد الأصوات في صناديق الإقتراع تخرس . عبد الوهاب بلفقيه البروفايل : رجل عصامي مستواه الدراسي الحقيقي إبتدائي ، بدأ حياته مجرد عامل في محطة بنزين . إبن أسرة باعمرانية عريقة مشهود لها بالكرم و العلم و الشجاعة …. كثر الحديث عن أنه صنيعة وزارة الداخلية ، و أنه تم إستقطابه في إطار بحث المخزن عن بديل للرئيس الأسبق لبلدية كلميم المحامي بوجيد ، كما يروج خصومه أن له علاقات مع بعض الأجهزة الأمنية ! راكم ثروات مهمة يقول عنها حلفاؤه أنها نتيجة جهده و دهائه ، و شراكته مع الأصهار و الأخوال ، في مجالات الطاقة و العقار و المقاولات و المقالع ، و يتهمه معارضوه بأنها من ثمرات الإتجار في البنزين المهرب و من نهب المال العام ،و الصفقات العمومية….. ، وقد عرضته هذه الإتهامات الى تحقيقات أشرفت عليها لجان مركزية و قضائية ….. بل وصل الأمر بمنتقديه الى تقديم شكايات الى الديوان الملكي و مؤسسات سيادية أخرى، و تنظيم وقفات داخل المغرب و خارجه …. الرجل شغل النخبة السياسية و الإعلامية وطنيا و جهويا ، له من الخصوم الكثير ! صارع وزراء و ولاة و عمالا و شعوبا من القبائل و اللوبيات … علاقات متوترة مع مقربين من المربع الملكي من أمثال الوزير …… القوي المليادير عزيز خنوش ، و الوزير السابق لخارجية جبهة البوليزاريو و أحد مؤسسيها ، الوالي الحضرمي ، و العامل الحسني سويلم بوشعاب ، و العامل الركيبي صالح الداحا ، و أخرين كثر ! يعتمد عليه الإتحاد الإشتراكي بقوة في صناعة المشهد الإنتخابي بالصحراء ، هو أيضا ورقة يراهن عليها الياس العماري الرجل النافذ في حزب الأصالة و المعاصرة ، كي يجد له هذا الحزب العميق موضع قدم في الجنوب المغربي . حاد الطباع ، يستمع قليلا أو كثيرا إذا اراد ولكن قرارته يتخدها بانفراد ، نسخة عتيقة من النخب السياسية المغربية ،على شاكلة القياد المخزنيين : المال و الجاه و الكرم هي العناوين الرئيسة لسلوكه الإجتماعي و السياسي . الغنيمة الإنتخابية يوزعها حسب درجة الولاء لا الكفاءة ، وتعتبر هذه من أكبر نقاط ضعفه ،التي إستغلها كثيرون و تظاهروا له بالطاعة ، ثم أعلنوا بعدها العصيان ،كان عرضة و لازال لخيانات متكررة ومتوالية .رهابه من تجاوز المقربين له ، فرض عليه الآن إختيارين إما أتباع الدم المقرب ، أو أتباعا في أغلب الأحيان قليلي الكفاءة العلمية و السياسية ، أما أتباع الولاء الحزبي و الشخصي فقد ذاق مرارة تمردهم دائما . بلفقيه و أقاليم الجهة : بلفقيه بدون شك قوي في إقليمكلميم ، و قوي في تحالفاته في أسا ( وايسي و اهل التامك ) و طانطان ( اهل بولون ) .لكن اقليم إفني ،وخصوصا افني_ المدينة/ الرمز مازالت قلعة مستعصية عليه ، ودليلنا في ذلك نتائج الإنتخابات البرلمانية السابقة حيث لم يحصل من اصل 13000 صوت الا على مايناهز 500 صوت و بصعوبة ! و كذلك الأمر في أغلب قبائل آيت باعمران . و كان تصريحه في الإنتخابات الجماعية الأخيرة للإتحاديين في مقرهم بافني : أنا أصلا إفني مامعول عليها ! هو تكهن صحيح منه كعقل إنتخابي . إن الوعاء الإنتخابي القوي لبلفقيه في إقليم إفني ليست هي قبائل آيت باعمران و أهل إفني، بل هي القاعدة الإنتخابية لقبائل لاخصاص و آيت الرخا و إمجاط ! الذين لم يستطيعوا منذ تأسيس الإقليم تحصيل أي مقعد برلماني ، بالرغم عن أن عدد المصوتين لديهم يتجاوز المسجلين في قبائل آيت باعمران و بكثير . إفني قالت لبلفقيه في إنتخابات برلمانيات 2007 و 2011 : لا ! و وفقا لما يروج الآن في الشارع الإفناوي و لدى الرأي العام الباعمراني و خصوصا بعد تعنت بلفقيه و إصراره على ترشيح أخيه تحت مبرر خيانة رئيس المجلس الإقليمي لإفني له، و تمرده عليه ، مما جعله يفقد الثقة في أهل إفني خصوصا و النخب الباعمرانية عموما … فإن هذا القول مردود عليه حسب رأي الساكنة لأن بوليد أصلا لا علاقة له بافني و ليس من أبنائها ، و لم يكن مهتما بها حتى بمجرد زيارة ! فهو محسوب على كلميم التي نشأ فيها و ترعرع طيلة حياته بين احضانها . النقاش الدائر منذ مدة داخل مدينة إفني أن كل الإحتجاجات التي ملأت الدنيا كانت بسبب غياب التنمية و التهميش ، و أيضا بسبب إستعمارها من طرف لوبيات عانت منها تزنيت كما عانت منها إفني ، و الآن يتكرر المشهد : إفني عاصمة المقاومة و الإحتجاج محتلة من طرف بعض المحسوبين على لوبي في كلميم ! رئيس المجلس الاقليمي من كلميم ، البرلماني من كلميم ، وكيل لائحة بلفقيه الاقليمية من كلميم . و كما يقول الساكنة اليوم : هل افني مابقا فيها لا رجال و لاعيالات ! حتى نستوردهم من كلميم …..سؤال الثقة ليس هو مناط الإختلاف ! و سؤال* الله يعمرها دار *في مقام السياسة ليس موضوع تقييم . إننا نتكلم هنا عن مصير منطقة تعاني و مستقبل أجيال ، عن تضحيات جسام . النخب المحلية موجودة و بكفاءة عالية كان على بلفقيه ان يكون كبيرا ، و يقدر المنطقة و اهلها . افني ليست عقيمة ، افني ليست عاقرة ، افني ليست عابرة سبيل ، افني التي تصارع عليها ، الإسبان و الفرنسيس و البرتقيز و النجليز و لالمان و مرت منها عساكر و حضارات ، افني التي على البال التي كانت اصل المقاومة و الاحتجاج و بسببها سقطت عروش مصر و سوريا و ليبيا و اليمن ….. كان ذلك بسبب أن بها رجالا و نساء تنوء بحملهم الأرض و طرزوا السماوات بشهداء و شهيدات ، وفي الأخير تقول عنها يا بلفقيه : انها لاتهمك ! و في نفس الوقت تحقر من كفاءاتها و كل مرة تأتينا بواحد يشق عليك قبل أن يشق علينا عصا الطاعة . أتيت ذات صيف برلماني باوبركا وهو الآن من ألد أعدائك ، و أتيت ذات خريف اقليمي ببوليد و هو الآن من أشد خصومك …. وهم الآن اكثر ضررا للمنطقة من كل خصومها ! إفني التي تعرفها ، و افني التي على البال و التي ستعرفها ان شاء الله ! و حينما اقول افني فانا اتكلم عن كل قبائل آيت باعمران لأن افني هي حاضرتها التاريخية ، تقول لك باعلى صوتها الذي تعرفه و خبرته : لا ! لا ! لا يا بلفقيه عار عليك ماهكذا كنا ننتظر منك وانت ابنها و انت من كبارها و انت من انت فيها .