شهدت مدينة إنزكان والعديد من مناطق سوس ليلة يوم الثلاثاء-الأربعاء أمطارا غزيرة وقوية حيث أن معظم الساكنة لم يغمض لهم جفن طيلة الليل نظرا للكميات الهائلة التي تساقطت خلال تلك الليلة من ألأمطار وخوفا من حدوث كوارث كما حدث خلال السنة الماضية،الشيء الذي حدث في العديد من المناطق سيما بإقليم تارودانت ،أكادير وإنزكان حيث دمرت العديد من الطرقات وشلت حركة السير في العديد من المناطق بما فيها المدخل الرئيسي لمدينة أكادير من جهة مدينة إنزكان... الأمطار التي تعد شيء أساسي لإستمرار الحياة، ومنطقة سوس تعرف خصاصا مهما من هذه المادة الحيوية نظرا لنضوب الفرشة المائية ومياه الآبار في العديد من المناطق الشيء الذي دفع بالعديد من الدراسات تتنبأ بأن المنطقة ستصبح صحراء قاحلة خلال العشرينيات من هذا القرن. لكن ولله الحمد خلال السنة الماضية كانت للتساقطات المطرية الإنعكاسات الإيجابية على الفرشة المائية وكذا على حقينة السدود التي إمتلأت عن آخرها بل تجاوزت الطاقة الاستيعابية لها،مما دفع مصالح وكالة الحوض المائي تفريغ كميات هائلة من مياه السدود صوب البحر عبر الأودية. المشكل ليس في تساقطات الأمطار و التي تعد نعمة بل المشكل الحقيقي هو غياب البنيات التحتية وضعفها إن وجدت لتصريف تلك المياه عوض أن نجد بحيرات هنا وهناك والخطير في الأمر حتى المؤسسات العمومية الحديثة العهد لم تسلم من هذا الخلل حيث لوحظ صبيحة يوم الأربعاء مصالح الوقاية المدينة تعمل على إخراج كميات هائلة من المياه من مقر عمالة إنزكان من خلال ضخها ،كما أن محيطها أصبح عبارة عن بحيرة. فإذا كان المقر الذي يشكل هيبة الدولة والمفروض بنائه طبقا للمعايير المعمول بها ،فكيف سيكون حال ساكنة سفوح الجبال وضفاف الأنهار؟ إن الأمطار كلما هطلت تُعري واقع مر والمتمثل في ضعف وهشاشة البنيات التحتية وعدم ملائمتها للمعايير اللازمة لمقاومة التغيرات المناخية ،وعوض أن تكون هذه الكوارث مناسبة للمسائلة والمحاسبة يتم الإكتفاء بالقيام بدور الإطفائي وترقيع ما يمكن ترقيعه في ظل إستمرار هشاشة وضعف البنيات التحتية . كما أن على كتابة الدولة في الماء أن تتحرك من خلال وضع برنامج آني استعجالي لإنشاء وبناء السدود لحماية الساكنة والممتلكات من الفيضانات وكذا تخزين المياه التي ما أحوجنا إليها عند شُح المطر. عبد الكريم سدراتي هبة بريس