img width="368" height="520" src="http://www.tizpress.com/wp-content/uploads/2016/05/9cfec85c-18ce-445d-bcee-4f3fdcda3047.jpg" class="attachment-full size-full wp-post-image" alt="تيزنيت : يوم دراسي حول "المدن الواحية بين الهشاشة الايكولوجية وإشكالية التدبير"" title="تيزنيت : يوم دراسي حول "المدن الواحية بين الهشاشة الايكولوجية وإشكالية التدبير"" / تشكل المدن الواحية مجالا متميزا داخل منظومة المدن الحضرية المغربية، وقد برزت مكانتها وأهميتها خلال السنوات الأخيرة ضمن سياق الحديث عن الخصوصيات وهويات الأمكنة، حيث طرحت اشكالات أمام الخطط الإنمائية والعمرانية العشوائية الدخيلة والتي ظهر وقعها السلبي على الأنساق المحلية التقليدية. لقد قاومت المدن الواحية تقلبات المناخ عبر تاريخيها الطويل وذلك بفضل حنكة وخبرة الإنسان الواحي الذي استطاع أن يوازن بين استغلال الموارد الطبيعية الهشة وإشباع حاجياته المتنامية وأن يحافظ على استدامة المنظومة الإيكولوجية . غير أن هذه المدن أصبحت تدفع ثمنا غير عادل لنمطها التنموي الجديد، رغم مقاومتها.فهي تأبى أن تندثر أو تنمحي، بل ترسل في كل حين اشارات قوية إلى العالم دلالة على نجاعة حكامتها (مؤتمر القمة العالمية للتنمية المستدامة جوهانسبورغ 2002). تشترك المدن الواحية المغربية في خصوصيات أبرزها: * تموقعها داخل أو هامش الواحات، وما يخلقه ذلك من تفاعل بين التجمعات الحضرية والوسط الطبيعي في إطار دينامية مجالية متكافئة. * كونها فضاءات تستمد خصوصيتها من عمق التاريخ، وامتدادات في التراث والمعارف والخبرات في تدبير الموارد الطبيعية. * استهدافها من لدن بعض الجماعات الترابية في اطار توجهات وتجارب تنموية رائدة وملائمة لخصوصيات المكان. * كونها مجالا للترافع والمواكبة من طرف جمعيات المجتمع المدني، مما أفضى إلى ظهور نخب مسؤولة ومنخرطة لصون وتثمين هذا التراث الانساني. إن مدينة تيزنيت، وهي تبادر إلى تنظيم هذا اليوم الدراسي، حبلى بتراثها المادي واللامادي ، تؤطرها سياسة حضرية أساسها حماية وتثمين الخصوصيات المعمارية والتراثية والبيئية للمدينة وتكييفها مع متطلبات التنمية المحلية بانسجام وتناسق، وبتشارك مع نسيج جمعوي واع ووازن. ونحن إذ ندعو كافة المدن الواحية المغربية وعموم الأساتذة الباحثين والمؤسسات العلمية ذات الصلة للمشاركة في هذا اللقاء العلمي، نتوخى مقاربة الموضوع وفق مناهج علمية متعددة ومتنوعة، علنا نصل إلى نموذج تنموي يأخذ بعين الاعتبار واقعنا الثقافي وحاجتنا التنموية. تسعى الندوة إلى : 1. تقاسم الخبرات والتجارب والمعارف في مجال تدبير الواحات الحضرية 2. الالتفات إلى ما قد يطال بعض المدن الواحية من تدهور وتراجع وضغط مجالي واقتصادي وبشري. 3. عرض الخيارات التنموية والخطط الملائمة والسلمية التي تستهدف المجال من خلال نماذج واحية رائدة. وما يمكن أن تشكله آليات التأقلم والتكيف مع التغيرات المناخية، في اطار مقاربة شمولية ومندمجة لكافة العناصر والمكونات ذات الوقع الايجابي على المكان. 4. استحضار أفضل الممارسات في مجال إرساء حكامة جيدة للموارد الواحية عبر تقوية انخراط المجتمع المدني وتفعيل دوره في المواكبة و التشارك. 5. تقديم حصيلة البحث العلمي وبرامج السياسات العمومية، لتمكين الواحات من نمط تنموي متوافق مع الأنظمة الايكولوجية السليمة. أملنا كبير في أن تكون مناسبة هذا اليوم الدراسي، لحظة تلاقي عدد من المدن الواحية المغربية، في أفق التأسيس لإطار للتشاور و التقاسم و الترافع.